ربما يعتقد البعض أن الفنانين العالميين هم فقط الذين يغدقون الأموال علي الخير,غير أن الحقيقة هي أن لا عبي كرة القدم يأتون في مقدمة الذين يتبرعون للبسطاء والمحتاجين في أركان العالم المختلفة. المذهل في هذا الصدد هو تصدر لاعبي القارة السمراء القائمة مقارنة بنظرائهم في أوروبا والأمريكتين في التبرع لأعمال الخير, وهذا يعود بشكل أساسي إلي أن مشاهير إفريقيا في اللعبة الشعبية الاشهر في الكرة الارضية يدركون قبل غيرهم معني الفقر والمرض والحرمان والحاجة لا سبب سوي أنهم عايشوه ورأوه في ذويهم وأقاربهم. وفي هذا الصدد نرصد لكم أهم اللاعبين الأفارقة الذين يقومون بتقديم جميع المساعدات لبلادهم ومن أشهرهم, اللاعب الإيفواري ديدييه دروجبا البالغ من عمر 35, والذي يلعب في صفوف فريق جلاطة سراي التركي, فدروجبا بدأ حياته في الأحياء الفقيرة بمدينة أبيدجان في كوت ديفوار, وبعدها انتقل للعيش مع عمه في فرنسا وهو الخامسة من عمره, وهناك ورثه عمه حب كرة القدم كونه كان لاعبا محترفا ببلاد النور, بعدها بثلاث سنوات عاد دروجبا إلي أبيدجان ليبدأ في ممارسة كرة القدم مع أصدقائه بمواقف السيارات, وعند بلوغ دروجبا سن ال11 عاما تعرضت عائلته لأزمة مالية فعاد لعمه بفرنسا مرة أخري ليبدأ رحلته مع كرة القدم من هناك. انضم دروجبا لفريق ليفالو في مدينة فانس الغربية عام 1991, ووقع مع نادي لومان بالدرجة الثانية الفرنسي و هو في سن 18 من عمره, وفي 2002 انتقل إلي جانجان ليلعب بدوري الأضواء ثم إلي نادي مارسيليا الفرنسي العريق ليقوده إلي نهائي كأس الاتحاد الأوروبي بعدها توجهت أنظار المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو نحو دروجبا لينجح في ضمه مقابل نحو 45 مليون دولار ليواصل رحلة التألق حيث ساعد ناديه الجديد تشيلسي الإنجليزي في الفوز بالدوري و الكارلينج في أول مواسمه معه. وبعد ان حقق شهرة واسعة, وثروة طائلة قال ديدييه دروجبا منذ فترة طويلة راودني الطموح لبناء مستشفي, لعله ينقذ أبناء وطني وخصوصا الأطفال من مرض السكري الذين لا يجدون العلاج لعدم توافر الانسولين. ورغم أن ثروة دروجبا تضخمت أكثر فأكثر إلا فإنه لم ينس أبدا القيام بأعمال خيرية, فقد وهب أكثر من مليون جنيه إسترليني لمؤسسة ديدييه دروجبا الخيرية سنة 2012, كما وهب 3 ملايين جنيه إسترليني جناها من التوقيع علي عقد رعاية إحدي شركات المياه الغازية العالمية لمشروع بناء مستشفي في كوت ديفوار. ويعتبر المشروع الخيري لنجم هجوم كوت ديفوار هو الأكثر شهرة مقارنة بزملائه الآخرين وذلك لنجومية اللاعب, ففي عام 2010 اختارت مجلة تايم دروجبا الشخصية رقم المائة الأكثر شهرة في العالم. وتأسست مؤسسة دروجبا للأعمال الخيرية عام 2007 برأسمال مدفوع بالكامل من حسابه الخاص ويتركز نشاطها علي معاناة الأطفال في إفريقيا بينما تقول التقارير إن اللاعب سبق أن تبرع بمجموعة من عربات الإسعاف للمستشفيات, كما اشترك مع الكاميروني إيتو لتدشين حملة لمكافحة الملاريا خلال نهائيات السنة ب3 ملايين يورو ولبناء مستشفي متخصص في علاج مرض الحصبة.