إن كان صبر الحكومة المصرية علي رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان قد قارب علي النفاد, فإن صبر الشعب المصري قد نفد بالكامل رغم حباله الطويلة! لأن أردوغان جاوز كل حدود الأدب واللياقة, وتجاوز كل الأعراف الدولية, وأمعن في عدائه اللدود لمصر دون مسوغات واضحة, وبلغ به الغرور حدا عميت معه البصيرة ليتصور أن مصر أصبحت ولاية عثمانية, ولم يعد في وسعه أن يدرك ان المصريين يملكون إرادتهم الحرة وأن تدخله السافر في الشأن المصري يدخل في باب الوقاحة, كما أن عدوانه علي مقام شيخ الأزهر هو الحماقة أعيت من يداويها! وأظن ان أردوغان يعرف جيدا أنه حتي عندما كانت مصر ولاية عثمانية, كان لولاة مصر القول الفصل في كل ما يخص شئونها, وكان ممثل الخليفة الوالي العثماني مجرد شرابة خرج يقبع في القلعة لا يهش ولا ينش مادام المصريون يدفعون الخراج.. وإذا كان الأمريكيون هم الذين تصوروا أن حكم أردوغان يصلح لأن يكون نموذجا للعالم الإسلامي فهذا شأن الأمريكيين لا علاقة له بمصر والمصريين الذين جربوا حكم الخلافة ولهم فيه حكايات وأقوال ومأثورات تضحك حتي البكاء. لم يشاطر المصريون يوما ما جماعة الإخوان أوهامهم في أن تعود مصر ولاية عثمانية لأن الهدف الواضح والمعلن الذي يجمعون عليه هو إقامة دولة مدنية قانونية ديمقراطية حديثة, وإذا كانت جماعة الإخوان قد باعت وهم الخلافة لأردوغان الذي اشتري منهم الترام فهذه هي مشكلة أردوغان الذي يرفض أن يري الحقيقة, ويعتبر خروج03 مليون مصري إلي الشوارع والميادين مجرد انقلاب عسكري, وأظن أن الجميع يعرفون أن مشكلة أردوغان وهاجسه الأكبر أن يحدث الشيء نفسه في تركيا, وسوف يحدث وما من حل يردع وقاحة وحماقة أردوغان سوي مقاطعة السياحة والبضائع التركية. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد