يخطئ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كثيرا في حق نفسه وفي حق بلاده إذا ظن أن رأيه سيثني المصريين عن اختيارهم, أو إذا اعتقد أن لرأيه قيمة فيما يجري علي أرض مصر من أحداث تاريخية ستغير حتما وجه التاريخ في المنطقة. فالمصريون الذين خرجوا بالملايين إلي الشوارع رافضين لحكم المرشد وجماعته لا يتلقون أوامر من أنقرة حليفة مرسي وعشيرته. المصريون لم يعودوا رعايا الدولة العثمانية التي كانت تتدثر بالخلافة الإسلامية وتتحكم في مصائرنا حتي تحالف عليها الغرب والشرق ومزقوها واستولوا علي ولاياتها قضمة قضمة وحاصرها داخل حدودها بعد تقليم أظافرها. رجل أوروبا المريض الذي فرط من قبل في فلسطين, وغير جلده ليرضي عنه الأوروبيون لا يحق له الآن أن يفتي أو يبدي رأيا في شأن لا يخصه. أردوغان يزعم أنه رفض طلبا من نائب الرئيس للعلاقات الخارجية محمد البرادعي بمحادثته هاتفيا باعتباره ليس ممثلا شرعيا لمصر علي حد زعمه! ما هي شرعية أردوغان نفسه حتي يحدد ما إذا كان البرادعي نائبا شرعيا أو غير شرعي للرئيس المصري؟ ما الدور الذي لعبته تركيا لمساندة مصر في محنتها منذ قيام ثورة25 يناير وحتي الآن؟ تركيا التي تحاول إيجاد موطئ قدم لها في المنطقة مستغلة ظروف الربيع العربي لتعود إلي التأثير في أحداثها, بعد غياب طويل لم نسمع فيه صوتها! أم تركيا التي لم تستطع رد الإهانة عن نفسها عندما اعترض جنود الاحتلال الإسرائيلي أسطول الحرية التابع لها في المياه الدولية وقتلوا تسعة من مواطنيها لم تثأر لهم حتي الآن؟ أهكذا تكون السياسة؟ أم هي العنجهية التركية ؟ ليس من حقك يا سيد أردوغان أن تتدخل في شئون مصر ولا أن تحدد من هو الرئيس الشرعي ومن هو غير شرعي, إلزم حدود اللياقة ولا تتطاول علي الجيش المصري وقياداته الذين حفظوا لمصر أمنها واستقرارها وانحازوا إلي الإرادة الشعبية لمواطنيها. لن تعود مصر إلي حظيرة الخلافة التي تحلم بها, ولو عادت الخلافة الإسلامية مرة أخري فلن يكون مقرها أنقرة كما تتصور. وإذا كانت تركيا تحلم بشيء فعليها أن تسعي لعلاقة ندية مع مصرتقوم علي الاحترام المتبادل بين دولتين متكافئتين, وهذه العلاقة لن تتم بدس الأنف التركي الغليظ في شئون المصريين الذين حرروا أنفسهم من كل أشكال التدخل الخارجي. أذكرأرئيس الوزراء التركي مجددا أن مصر ليست ولاية عثمانية.. أفق من نومك يا أردوغان. [email protected] رابط دائم :