في الوقت الذي تترقب فيه المنطقة هجوما أمريكيا وشيكا, اتهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران في تقرير لها أمس بمواصلة تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة منذ مايو الماضي. استعدادا لتخصيب اليورانيوم بوتيرة أسرع في موقع نطنز العسكري, وهو ما يتزامن مع إعلان الطرفين استئناف المحادثات حول الأزمة النووية الإيرانية أواخر سبتمبر المقبل, وأوضحت الوكالة الدولية في تقريرها ربع السنوي أن ايران تواصل تركيب أجهزة طرد مركزي من طراز آي-آر-2إم في احدي الوحدات في موقع نطنز وسط البلاد, وأضاف التقرير أن إيران تمتلك الآن 1008 أجهزة للطرد المركزي المتطورة, بزيادة تبلغ 698 جهازا وردت في تقرير الوكالة في مايو الماضي, إلا أن التقرير أشار إلي أن هذه الأجهزة لم يبدأ العمل بها حتي الآن, مؤكدا أنه لم يتم تلقيم أي من أجهزة آي-آر-2إم باليورانيوم الطبيعي. وتشكل أجهزة الطرد المركزي الجديدة مصدر قلق بشكل خاص لأنها تتيح لطهران تخصيب اليورانيوم بوتيرة أسرع وهو ما يسمح لها بالحصول علي كمية من المواد الانشطارية الضرورية لصناعة قنبلة ذرية بشكل اسرع لو رغبت في ذلك. وكان فريدون عباسي رئيس وكالة الطاقة النووية الإيرانية السابق قد أكد في وقت سابق الشهر الماضي إن بلاده لديها 18 ألف جهاز طرد مركزي, من بينها 9700 جهازتقوم بتخصيب اليورانيوم إلي مستويات تتراوح بين 5 و20% في اثنتين من منشآتها النووية.وأشار التقرير إلي أنه في مفاعل آراك للماء الثقيل وهو الموقع الثاني الذي يثير المخاوف نظرا لقدرته علي إنتاج البلوتونيوم لاستخدامه في سلاح نووي فقد تم تركيب وعاء المفاعل ولم يتم بعد تركيب باقي الأجزاء, كما أشارت الوكالة أيضا إلي أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% والذي يمكن استخدامه لصنع الأسلحة مازال مستقرا, وعلي الرغم من أن إيران أنتجت 485 كيلوجرام أخري من هذا النوع من اليورانيوم ليصبح اجمالي ما انتجته 3725 كيلوجرام فإنه يكون قد تم تخصيب 1867 كيلوجرام أخري مما يجعلها غير صالحة للاستخدام كسلاح. وفيما يتعلق بانعكاسات العقوبات الدولية علي الأوضاع الداخلية, أكد الرئيس الايراني حسن روحاني قدرة شعبه, رغم ضغوط الأعداء (علي حد وصفه), علي الصمود أمام إجراءات الحظر والتمسك بحقوقه المشروعة, واضاف الرئيس الايراني خلال لقائه وأعضاء حكومته مع قائد الثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي أمس الأول أنه بالرغم من أن إجراءات الحظر خلقت صعوبات معيشية ومشاكل للمواطنين, إلا أن هذه الضغوط ستزيد كراهية الشعب التاريخية للدول الفارضة للحظر خاصة الغرب. وتابع أن الحكومة أعلنت للعالم صراحة أنه ينبغي التحدث مع الشعب الايراني بلغة التكريم بدلا من لغة الحظر. وقال إن الحكومة ستستخدم علي الصعيد الدولي, لغة التعايش السلمي ولغة المقاومة والصمود معا. وحول نهج الحكومة الحادية عشرة في مجال السياسة الخارجية, اشار روحاني الي تدخلات الاجانب وظروف المنطقة الملتهبة وقال في ظل مثل هذه الظروف تحظي إيران باستقرار وهدوء وأمن قومي بالمعني الحقيقي للكلمة, إلا أن العدو يسعي لتكون الضغوط السياسية والاقتصادية مؤثرة علي المجتمع والشعب, وأوضح أن المشاكل الناجمة عن الضغوط الاقتصادية خلقت العديد من المشاكل لبعض القطاعات في البلاد ومن بينها البنوك والمراكز الانتاجية.