كشفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية النقاب عن أن اجهزة المخابرات الأمريكية تنصتت علي مسؤول في وزارة الدفاع السورية يجري مكالمات هاتفية مع قائد وحدة السلاح الكيميائي وهو مصاب بالذعر بعد هجوم الأسبوع الماضي في الغوطة قرب دمشق. وقالت المجلة في تقرير لها: الأربعاء الماضي, وفي الساعات التي تلت الهجوم الكيميائي الرهيب في شرق دمشق, اجري مسؤول في وزارة الدفاع مكالمات هاتفية وهو مصاب بالذعر مع رئيس وحدة الاسلحة الكيميائية وطلب منه تفسيرات حول الضربة بغاز الاعصاب التي ادت الي مقتل اكثر من الف شخص. واضافت المجلة في بيان ان هذه الاتصالات تنصتت عليها اجهزة المخابرات الأمريكية, وقالت انها السبب الرئيسي الذي يجعل المسؤولين الامريكيين يؤكدون علي ان هذه الهجمات يقف وراءها نظام بشار الاسد ولهذا السبب ايضا يستعد الجيش الاميركي لشن هجوم ضد هذا النظام في الايام المقبلة. وتزامن نشر هذا التقرير مع إعلان بريطانيا أمس أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما ليس لديهما اي شك حول مسؤولية نظام الاسد في هجوم كيميائي. وجاء في بيان صادر عن رئاسة الحكومة البريطانية ان كاميرون واوباما اللذين تحادثا هاتفيا مساء أمس الأول الثلاثاء وبحثا الوضع في سوريا اتفقا علي ان كل المعلومات المتوافرة تؤكد وقوع هجوم كيميائي(...) ولفتا الي ان حتي الرئيس الايراني حسن روحاني والنظام السوري أقرا بذلك. كما أشار كاميرون إلي أن لندن ستقدم مشروع قرار الي مجلس الامن الدولي يدين الهجوم الكيميائي الذي وقع في الغوطة يوم21 أغسطس ويسمح باتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية المدنيين. وأوضح أن النص سيعرض خلال اجتماع للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن خلال الساعات المقبلة, وأن مشروع القرار سيسمح بكل الاجراءات اللازمة بموجب الفصل السابع في الاممالمتحدة لحماية المدنيين من الاسلحة الكيميائية في سوريا. غير أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أبلغ نظيره الأمريكي جون كيري بأن موسكو ترفض مزاعم واشنطن بان النظام السوري يقف وراء هجوم الغوطة. كما أكد المبعوث الدولي والعربي الخاص إلي سوريا الأخضر الإبراهيمي أنه لا يعرف حتي الآن ما إذا كانت الدول الغربية قد اتخذت قرارا بشأن توجيه ضربة عسكرية لسوريا, داعيا كلا من أمريكا وروسيا إلي تقديم ما لديهما من أدلة للأمم المتحدة, حتي تتمكن من إعلان الجهة المسئولة عن الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي بالقرب من العاصمة السورية دمشق. وأضاف الإبراهيمي أنه من حيث المبدأ, لا تروق له فكرة اللجوء للعمل العسكري في تسوية الأزمات, مشيرا إلي أنه منخرط في محاولة التوصل إلي حل سلمي للأزمة التي وصفها بالرهيبة التي تشهدها سوريا. وألقي الإبراهيمي باللائمة علي من يطلقون علي أنفسهم قادة سوريا من الجانبين: الحكومة والمعارضة, في الحال الذي وصلت إليه سوريا الآن, مشيرا إلي أنهم يتعاونون علي تدمير بلدهم وقتل أفراد شعبهم. كما أجري وزير خارجية السعودية الامير سعود الفيصل محادثات حول التطورات في سوريا أمس في جدة مع نظيره التركي احمد داوود اوغلو.