يعيش المجتمع المصري حالة من القلق الشديد نتيجة الأحداث السياسية الجارية وأعمال العنف الإرهابية التي أمتلأت بها شوارع مصر ومن ثم يؤثر هذا القلق علي صناعة السينما. وربما تعد هذه الأحداث بمثابة ضربة قوية لمنتجي وموزعي الأفلام المعروضة علي شاشات السينما متأثرة بحظر التجوال.. فما مدي تأثير تلك الأحداث علي السينما وعلي الأفلام المعروضة وكذلك الأفلام التي تم الانتهاء من تصويرها وفي انتظار العرض السينمائي خاصة ان صناعة السينما تمثل أهمية كبيرة بالنسبة للاقتصاد المصري؟ تقول الناقدة خيرية البشلاوي.. في ظل الأوضاع السياسية الحالية التي تحدث في المجتمع بعد الثورة أجلس أمام شاشة التليفزيون ولا أفكر في الذهاب الي السينما لأن أمامنا معركة لا تستطيع السينما التعبير عنها وأخشي أنها لا تستطيع أن تقدم عملا سينمائيا جذابا في هذه الفترة فكل الأحداث الضخمة والملحمية التي شارك في صنعها الشعب الي جانب المؤسسات الوطنية وعلي رأسها المؤسسة العسكرية لم تستطع السينما التعبير عنها علما بأن هناك العشرات من الأفلام التي صورت الحرب العالمية الثانية والكل أدلي بدلوه سينمائيا بهذه الأحداث.. إذن فإن هذه الفترة التي يعيشها المجتمع المصري علي مستوي الفرد والجماعة هي الأكثر تشويقا وخطفا للاهتمام عن أي فيلم خاصة عندما يكون فيلما بعيدا عن الواقع ومن ثم لا يوجد عمل سينمائي يستطيع أن يجعلني أترك مايجري علي الأرض لرؤية مايدور علي شاشة السينما.. وعلي جانب آخر تشير خيرية البشلاوي ان كل فترة يجد فيها الجمهور بطلا سينمائيا يعبر عنه ومثال علي ذلك فيلم قلب الأسد لمحمد رمضان وهو نموذج للبطل الذي يجسد الشخصية التي تنتقم من المجتمع وتنتقم لنفسها ولكل من هم علي شاكلتها وهذه النوعية من الأفلام تعبر عن أحلام وطموحات طبقات مطحونة ولا أندهش منها لأن هناك مبررات معنوية واجتماعية تنتج هذه الشخصية وتدفعها نحو الانتقام. ويقول الناقد والسيناريست مصطفي محرم.. منذ بداية الأحداث الأخيرة والجمهور لا يذهب الي السينما, وهذا يهدد بكارثة غلق دور العرض السينمائي وإن كانت الأفلام المعروضة حاليا بمستواها الفني الرديء تستحق هذا الغلق وأتمني أن يستمر حتي تنتهي هذه النوعية تماما.. ويضيف السينما المصرية الان أمامها كنز من الموضوعات لم يكن متاحا من قبل في ظل وجود حرية التعبير ووجود موضوعات لم نستطع معالجتها من الممكن أن تخرج لنا بأفلام عظيمة تحتاج الي كتاب علي مستوي كبير إنما للأسف لا أري غير أنصاف المواهب الذين ينتجون أفلاما مسفة وعلي سبيل المثال فيلم قلب الأسد الذي أشك في الايرادات الكبيرة التي حصل عليها لأن بطل الفيلم محمد رمضان ليس النجم المنتظر, ولا أعتقد أن الجمهور كله بهذا الشكل المتدني حتي يقبل علي هذه النوعية من الأفلام.. المشكلة تكمن في المنتج نفسه فمنذ بداية عام5991 اتجه مجموعة من المنتجين نحو تيار يهدف الي هدم السينما المصرية.. ومن جانبها قالت الناقدة ماجدة خير الله إن الأحداث السياسية الحالية تؤثر بشكل كبير علي الأفلام المعروضة في دور العرض السينمائي لأن في هذا الوضع خاصة مع حظر التجوال يقلل عدد الحفلات وبالتالي يقل عدد الجمهور وتشير الي أن الأفلام التي انتهت من التصوير سوف يعرض معظمها في موسم عيد الأضحي وأن الأوضاع السياسية سوف تستقر بشكل أو بآخر.. وتستأنف حديثها معلقة علي ايرادات فيلم قلب الأسد قائلة إن هذه الايرادات تأتي بشكل طبيعي لأن الفيلم عرض بعدد نسخ كثيرة, وهناك طبقات عديدة من جمهور العيد متمثلة في الطبقات البسيطة تقبل علي هذه النوعية من الأفلام وهي ليست بدعة علي السينما المصرية وكانت موجودة منذ أيام فريد شوقي.. ففي كل مرحلة يظهر ممثل أو نجم يعبر عن هذه الشريحة من الجمهور. وتضيف.. بالتأكيد السينما المصرية سوف تتأثر بمجريات الأحداث السياسية وتأخذ منها مادة لموضوعاتها بجانب أفلام أخري تتجه نحو الكوميديا والرومانسية والاجتماعية إنما من المؤكد أن السينمائيين متأثرون بأحداث الثورة لما تأتي به من ثراء في الأحداث..