كشفت مصادر عراقية أن إيران لاتدعم تجديد ولاية ثالثة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لأنه أصبح غير مقبول من جميع الأطراف السياسية ويهدد بقاؤه في منصبه النفوذ والمصالح الإيرانية في العراق. وقالت مصادر برلمانية من داخل' التحالف الوطني الشيعي' إن إيران باتت تري في المالكي عبئا ثقيلا عليها, كما تري أنه فشل في إدارة البلاد وفقد مصداقيته أمام الشركاء السياسيين الآخرين, وأن مسألة تجديد ولاية ثالثة له يعني أن العراق سيدخل دوامة صراع سياسي وربما طائفي قد تهدد نفوذ ومصالح إيران. وأضافت المصادر أن إيران عازمة علي إجبار المالكي علي التخلي عن الترشح لولاية ثالثة حتي لو فازت قائمته( ائتلاف دولة القانون) بالانتخابات البرلمانية المقبلة والمزمع إجراؤها في.2014 وبشأن بديل المالكي, أوضحت المصادر أن إيران تنتظر ما تفرزه الإنتخابات المقبلة وأي الأحزاب الإسلامية الشيعية سيحقق تقدما في هذه الانتخابات, مشيرة إلي أن إيران تدرس حاليا إدخال وجوه جديدة من أصحاب الكفاءات والمستقلين وأبناء العشائر الجنوبية الذين لديهم صلات مع طهران في القوائم الشيعية الكبري في الانتخابات المقبلة. وأكدت المصادر أن طهران لن تقبل أي مرشح من التيار الصدري لرئاسة الوزراء لأنها لاتريد إثارة أزمة في المرحلة المقبلة مع واشنطن, وهي تريد شخصية تحظي بالقبول والتأييد من قبل الإدارة الأمريكية لتكون إحدي قنواتها للتواصل مع واشنطن. واستبعدت المصادر بشدة أن تدعم طهران نائب رئيس الجمهورية السابق والقيادي في المجلس الأعلي عادل عبد المهدي, مؤكدة أن الحرس القديم في مكتب المرشد الإيراني( آية الله علي خامنئي) وفي دوائر صناعة القرار الإيراني يعتقد أن عبد المهدي شخصية ليبرالية ذات توجهات عروبية وليست إسلامية, وهو إن وصل إلي رئاسة الوزراء سيقف مع الأنظمة العربية لاسيما الخليجية التي تربطه علاقات قوية معها ضد المصالح الإيرانية. وتابعت المصادر أن إيران تعتقد أن عبد المهدي وبالرغم من وجوده في حزب إسلامي إلا أنه لايؤمن بولاية الفقيه, ولايمتثل لأوامره وهو( عبد المهدي) شخصية تحظي باحترام أمريكا والغرب فضلا عن الدول العربية, وهذه الدول ستدعمه بقوة إذا أصبح رئيسا للوزراء, وبالتالي فإنه لن يحتاج إلي الدعم الإيراني وسيخرج السياسة العراقية من التبعية لطهران. وأشارت المصادر إلي أن هناك ملفات شائكة في المنطقة مثل الملف السوري وغيره وهي تريد رئيس وزراء مواليا لها ولايتقاطع مع مواقفها من قضايا المنطقة أما عبد المهدي فهو لن يرهن المصالح العراقية ومصلحته الشخصية بمصلحة ايران. وبشأن موقف طهران من القيادي في' المجلس الأعلي' ورئيس كتلة' المواطن' في البرلمان باقر جبر صولاغ, أوضحت المصادر أن' صولاغ وعلي الرغم من أنه كان ولايزال إحدي الشخصيات التي تعتمد عليها طهران في المحافظة علي نفوذها في العراق إلا أنها لاتدعم ترشحه إلي رئاسة الوزراء لأنها تعرف أنه شخصيةأزمة ولن يقبل به لا العرب السنة ولا الإدارة الأمريكية بسبب تاريخه السئ وشبهة الجرائم التي ارتكبها ضد السنة عندما كان وزيرا للداخلية عام.2005 وأكدت المصادر أن إيران لم تحدد بعد من تدعمه للحصول علي رئاسة الوزراء وهي تتبني بقوة القيادي في حزب الدعوة ووزير التعليم علي الأديب الذي يمثل ثقة إيران والأقرب إلي خامنئي إلا أن طهران تعي أن أمر تولي الأديب لرئاسة الوزراء هو من المستحيل لأنه مرفوض حتي من قبل الأحزاب الشيعية فضلا عن الأكراد والسنة وواشنطن والدول الإقليمية. وأشارت المصادر إلي العلاقة المتنامية بين زعيم حزب المؤتمر أحمد الجلبي وإيران, مؤكدة أن الجلبي هو خيارها الأخير بين الشخصيات الشيعية المعروفة وهي تثق به بشكل كبير, وقد يكون خيارها لرئاسة الوزراء في المرحلة المقبلة, لكن المصادر أكدت أن طهران لم تفصح ولا حتي بالإشارة عن دعم أي شخصية حتي الآن ومن المبكر الحديث عن دعمها لأي شخصية, والثابت حاليا هو تخليها عن حليفها القديم المالكي وستجبره كما أجبرت سلفه ابراهيم الجعفري( رئيس الوزراء السابق) علي الانسحاب من السباق علي رئاسة الحكومة.