لأن دول مجلس التعاون الخليجي لديها اهتمام واسع بوقائع ما يجري في اليمن خاصة بعد تبنيه المبادرة الخاصة بإنهاء الأزمة التي كادت تعصف به علي مدي العامين المنصرمين وحققت نجاحات ملحوظة فقد حظي قرار حكومة الوفاق الوطني في صنعاء بتوجيه اعتذار إلي أبناء المحافظات اليمنية جراء الحروب التي دارت في تلك المحافظات في سنوات سابقة, وما ترتب عليها من نتائج وآثار بتقدير خاص من الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي وصفه بأنه خطوة مهمة علي طريق تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة, وتعزيز الوحدة الوطنية وفتح صفحة جديدة في مسيرة اليمن نحو تحقيق أهدافه الوطنية داعيا في الوقت نفسه جميع القوي السياسية ومكونات المجتمع اليمني إلي دعم توجهات حكومة الوفاق الوطني والتجاوب مع هذه المبادرة الخيرة حرصا علي المصالح العليا لليمن, وتعزيزا لروابط الأخوة ووشائج القربي والمصير الواحد, مؤكدا دعم مجلس التعاون ومساندته لكل الخطوات والإجراءات التي تتخذها القيادة اليمنية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي, وحكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة من أجل استكمال تحقيق التسوية السياسية في اليمن وفقا لما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وكانت الحكومة اليمنية قد أقرت يوم الأربعاء الماضي توجيه اعتذار إلي أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وأبناء محافظة صعدة والمناطق المجاورة لها نيابة عن الأطراف المشاركة في الحروب والأحداث التي شهدتها تلك المناطق في عهد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وتأتي هذه الخطوة تنفيذا للنقاط العشرين التي أقرتها اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني, والنقاط الإحدي عشر التي أقرها فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار ووفقا لبيان أصدرته الحكومة اليمنية بهذا الصدد فإن توجيه هذا الاعتذار يأتي في إطار اتفاق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتنفيذا للنقاط العشرين المقرة من اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل, القاضية بتوجيه اعتذار رسمي للجنوب من قبل الأطراف التي شاركت في حرب صيف1994 م ولأبناء صعدة وحرف سفيان والمناطق المتضررة الأخري من قبل الأطراف المشاركة في تلك الحروب بالاضافة إلي إدراك الحكومة أن تحقيق المصالحة الوطنية شرط أساس للسلام الاجتماعي وتوفير المناخات المناسبة لنجاح مؤتمر الحوارالوطني المناط به تحقيق المصالحة الوطنية, وهو ما يتطلب اتخاذ خطوات إيجابية من الجميع أولها الحكومة'. وفي السياق ذاته فقد دعا رئيس بعثة مجلس التعاون بصنعاء السفير سعد العريفي أعضاء قائمة الحراك الجنوبي إلي مواصلة الإسهام الفاعل في إنجاح مؤتمر الحوار ودعم تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية معتبرا أن نجاح المرحلتين الأولي والثانية من مؤتمر الحوار يجب أن يمثل حافزا معنويا ووطنيا لكافة القوي والمكونات المشاركة في أعماله لاستكمال الفترة الثالثة بذات النجاح المأمول وصولا إلي الخروج بنتائج تعبر عن رؤية توافقية تختزل آمال وتطلعات اليمنيين في بناء اليمن الجديد. ويلفت العريفي إلي أن ثمة توجهات جادة لدي القيادة السياسية ممثلة في الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لتهيئة الأجواء المواتية لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني من خلال التسريع بتنفيذ النقاط ال,31 وبضمنها النقاط ال11 المقدمة من قبل فريق القضية الجنوبية مشددا علي أهمية استلهام مصلحة اليمن وإسهام كافة مكونات مؤتمر الحوار في إنجاح هذا الاستحقاق الوطني الذي يعول علي مخرجاته في رسم ملامح خارطة الطريق للخروج باليمن إلي مشارف الاستقرار المنشود. وقد حفزت هذه التطورات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الي أبداءتفاؤله بنجاح مؤتمر الحوار الوطني الجاري في البلاد, وذلك وسط توقعات باستئناف قادة الحراك الجنوبي مشاركتهم في أعمال المؤتمرمؤكدا أثناء لقائه بهيئة رئاسة المؤتمر, أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل يمضي بصورة ممتازة وكما هو مقرر ومحدد في برامجه ومن نجاح إلي نجاح, مشيرا إلي انه بات الآن في مرحلة مناقشات التقارير التي خرجت بها مجموعة فرق العمل حتي الإنجاز الأخير لجميع الفرق. وطالب هادي الجميع بتحمل مسئولياته والعمل علي أساس تحقيق الغايات المرسومة والمحددة من أجل استقرار وأمن ووحدة اليمن, قائلا إن اليمن حظي بدعم لم يسبق له مثيل من المجتمع الدولي بأسره وبرعاية ودعم الأممالمتحدة والدول العشر الداعمة والضامنة لتنفيذ المبادرة الخليجية وإنجاح المرحلة الانتقالية بحذافيرها.