رأت مجلة نيو يوركر الأمريكية أن الخيار الوحيد الباقي أمام قادة جماعة الإخوان المسلمين هو الاستسلام والاعتراف بالواقع, مؤكدة خلو جعبتهم إلا من القليل من أوراق المساومة. وذكرت المجلة أن إعلان الرئيس الموقت عدلي منصور الأربعاء الماضي عن انتهاء مرحلة الجهود الدبلوماسية يعد بمثابة إخلاء طرف الجهات الساعية إلي تحقيق تسوية أو إبرام اتفاق, وقالت إنه ليس ثمة مجال للدهشة من عدم التوصل إلي أية تسوية مع الإخوان. ورأت المجلة في بيان منصور, الذي حمل فيه الجماعة مسئولية فشل الجهود وما قد يستتبعه ذلك بدوره, تلويحا بأن الأيام القليلة المقبلة قد تشهد في أغلب الظن فض اعتصامات الإخوان بالقوة بما يعني مزيدا من الدماء. ورصدت المجلة تصدر جماعة الإخوان منذ تأسيسها عام1928 كافة مشاهد التغيير السياسي وخروجها خاسرة في كافة هذه المشاهد تقريبا, منوهة أن العلاقة بين المؤسسة العسكرية و الإخوان كانت دائما أشبه بالباب الدوار أو المسحور, مشيرة إلي أن فترات التقارب أو التفاوض دائما ما أعقبتها حملات اعتقالات. ورصدت المجلة الأمريكية استمرار جماعة الإخوان إبان الفوضي التي أعقبت سقوط مبارك في عقد صفقات خلف الكواليس, مشيرة إلي أنها استخدمت انتصاراتها في عمليات الاقتراع كأداة نفوذ في تلك الصفقات, مؤكدة أن الجماعة لم تمتزج أو تتوحد أبدا مع الثوار في الشوارع. وفي سياق متصل, اعتبرت مجلة كومنتاري الأمريكية أن صراع جماعة الإخوان ضد باقي فصائل الدولة في مصر بمثابة لعبة محصلتها صفر, محذرة من مغبة عودة الجماعة إلي السلطة. ورأت المجلة أنه من غير الواضح ما إذا كان عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين وليندسي جراهام يعتقدان حقا في جدوي محاولاتهما بالقاهرة, فيما يتعلق بتحقيق تسوية أو حتي اتفاق بين الحكومة الحالية في مصر والإخوان. وقالت إن فشل ماكين وجراهام في مهمتهما أعاد إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي نقطة الصفر قبل شهر مضي, بالبحث عن طريقة للتعاطي مع الأحداث في مصر, مؤكدة أن تلويح الجيش المصري بالتهديد صراحة باستخدام القوة لفض اعتصام أنصار الجماعة, التي لا تري أمامها خيارا بديلا عن موقفها الرافض لتدخل الجيش وعزل مرسي, يحتم علي الولاياتالمتحدة أن تقرر مرة أخري ما إذا كانت أولويتها هي دعم مبدأ الديمقراطية, أم دعم حكومة تتوافق أهدافها مع المصالح الأمريكية علي المدي البعيد. وتابعت المجلة أنه يبدو أن السيسي قد استوعب مسألة لم يستوعبها كثير من الداعمين الأجانب لمصر, وهي أن الصراع بين الإخوان وباقي الدولة المصرية هو لعبة محصلتها صفر, ورأت أن الاختيار ليس بين الجيش أو الديمقراطية, وإنما هو بين الجيش وحكم المحسوبين علي التيار الإسلامي. واشارت الي انه يتعين علي الولاياتالمتحدة عدم الوقوع فيما وصفته ب المصيدة الإخوانية, مؤكدة أن الديمقراطية أكثر من كونها عملية تصويت, وأن أي حل يخاطر بإعطاء الرئيس المعزول مرسي فرصة أخري لتمكين جماعته من السلطة قد يمثل كارثة علي مصر والولاياتالمتحدة علي حد سواء.