في نشاط مكثف بالقاهرة أمس, أجرت كاثرين آشتون, الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي, مباحثات مهمة مع كل من المستشار عدلي منصور, رئيس الجمهورية, ونائبه الدكتور محمد البرادعي, ووزيري الدفاع والخارجية, بالإضافة إلي عدد من مؤيدي الرئيس المعزول.وتناولت المباحثات تطورات الأوضاع ومستجدات المشهد السياسي المصري. وقد جددت آشتون دعوتها إلي وقف جميع أعمال العنف والتحريض, وأشارت إلي تصميم الاتحاد الأوروبي علي مساعدة الشعب المصري لتحقيق الاستقرار والديمقراطية. وأوضحت في بيان صحفي وزعته سفارة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة أمس ضرورة أن تكون هناك عملية انتقالية شاملة تتضمن كل الجماعات السياسية, بما في ذلك جماعة الإخوان, وقالت: إن هذه العملية يجب أن تؤدي في أسرع وقت ممكن إلي نظام دستوري, وإجراء انتخابات حرة ونزيهة. كان الدكتور محمد البرادعي, نائب رئيس الجمهورية, قد استقبل المسئولة الأوروبية فور وصولها إلي القاهرة مساء أمس الأول, حيث أجريا مباحثات حول تطور الوضع في مصر. وأكد الدكتور البرادعي خلال المقابلة أن السلطات المصرية تبذل كل ما في وسعها للتوصل إلي مخرج سلمي للأزمة الراهنة يحفظ دماء جميع المصريين, وشدد علي أن أي حلول يمكن التفكير فيها يجب أن تتم في إطار من احترام سيادة القانون ومؤسسات الدولة, والامتناع عن تهديد أمن البلاد. وتناول اللقاء أهمية العمل علي إنهاء العنف بجميع أشكاله, ومشاركة كل القوي السياسية في تنفيذ خريطة الطريق التي أعلنت في3 يوليو الحالي. ومن جانب آخر, التقي الفريق أول عبدالفتاح السيسي, النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء, القائد العام للقوات المسلحة, وزير الدفاع والإنتاج الحربي, السيدة آشتون والوفد المرافق لها, وتناول اللقاء تبادل وجهات النظر حول المستجدات في المشهد السياسي المصري, وعملية التحول الديمقراطي, ودور الاتحاد الأوروبي خلال المرحلة الحالية, والرؤية المستقبلية لدعم الاستقرار في المنطقة. حضر اللقاء الفريق صدقي صبحي, رئيس أركان حرب القوات المسلحة, وعدد من كبار قادة القوات المسلحة, وسفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة. وفي السياق نفسه, عقد نبيل فهمي, وزير الخارجية, جلسة مباحثات مهمة مع السيدة آشتون حيث عرض الوزير تطورات المشهد الداخلي في مصر, وأهمية تحقيق المصالحة, ومشاركة جميع القوي السياسية في العملية الديمقراطية الجارية لتنفيذ خريطة الطريق, مع تأكيد الأهمية البالغة لنبذ العنف ووقف أعمال التحريض. وأكدت آشتون أن النظام السابق لم يحقق مطالب وتطلعات الشعب المصري, وأشارت إلي أهمية التزام جميع الأطراف بضبط النفس, والبعد عن التحريض والعنف, وتناولت المباحثات عددا من القضايا الإقليمية المهمة, منها الأزمة السورية, وتطورات مبادرة حوض النيل, وقضية سد النهضة. وقال الدكتور محمد علي بشر, عضو مكتب إرشاد الإخوان عقب لقاء ممثلي التحالف الوطني السيدة آشتون: لقد طالبنا المسئولة الأوروبية بمساندة موقفنا المطالب بعودة ما سماه الشرعية, ورفض أي محاولة للقفز عليها, وأضاف قائلا: أبلغنا آشتون أننا مستمرون في اعتصامنا بسلميته حتي عودة الشرعية, ونفي بشر أن يكون اللقاء في إطار الاستقواء بالخارج, أو طلب المساعدة. وكان التحالف الوطني المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي, قد فوض خمس قيادات للقاء السيدة آشتون, وهم: محمد محسوب, القيادي بحزب الوسط, ومحمود طه, ومحمد علي بشر, عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان, وعمرو دراج, القيادي بحزب الحرية والعدالة, وهشام قنديل, رئيس مجلس الوزراء السابق. ومن ناحيته أكد أحمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية أن القرار المصري قرار وطني لايخضع لأي ابتزاز من الخارج أو الداخل مشيرا إلي أنه من المنطقي أن نستمع للأصدقاء.