السطور التالية كتبت قبل ما يقرب من120 دقيقة من موعد غروب شمس الأمس, وهو الموعد الذي دعا إليه الفريق السيسي جموع المواطنين للنزول إلي الميادين لتفويض المؤسستين العسكرية والأمنية في مواجهة العنف والإرهاب الذي تمارسه جماعة الإخوان المسلحين في تحديها لإرادة ملايين المواطنين. وإذا كان الفريق السيسي قد أكد مرارا عدم السماح بترويع أو إرهاب المواطنين والمعتصمين السلميين إلا أن دعوته هذه جاءت بعد نفاد صبر جموع الملايين لتأكيد وقوف المواطن والدولة في خندق واحد في مواجهة من اختار العنف والبلطجة والإرهاب أدوات لتأكيد وجوده علي الساحة وإصراره علي اغتصاب الوطن وبالتالي فإن أبسط وصف لما يجري تدبيره الآن سواء في رابعة العدوية أو النهضة هو أنها عملية انتحار سياسي إن لم يكن انتحارا جماعيا بكل ما تحمله الكلمة من معان يصر قادة جماعة الإخوان علي أن يقودوا الأهل والعشيرة إليها.. ولم لا؟ فمن سيسدد فاتورة الإصرار علي اختطاف الوطن هم ملح الأرض من أبناء الجماعة والمخدوعين فيها أو ممن دفعتهم ظروف الحاجة إلي البحث عن وجبة طعام وبضعة جنيهات تكفيهم شر السؤال لأيام قليلة, أما أبناء الصفوة منهم فهم في مأمن تام من أي مخاطر!!. وإذا كانت الجماعة' الإرهابية' قد اختارت الخروج عن الاصطفاف الوطني بعد أن استيقظ أعضاؤها من حلم الاستحواذ علي مصر والتمكن منها, علي كابوس الرفض الشعبي لهم والذي تجسد أمام أعين العالم في جميع ميادين الوطن فإن أحدا ممن خدعوا في تلك' اللحية وزبيبة الصلاة' التي تتصدر جباه أعضائها لم يكن يتصور مدي الوحشية التي تفترس قلوبهم وإدمانهم سفك الدماء, فهم إذا كانوا اخوانا فهم اخوان علي غرار قابيل وهابيل بطبعة جديدة لم ينتظر فيها قابيل أن يدله الغراب علي كيفية مداراة سوءة أخيه بعد أن قتله.. وإذا كانوا مسلمين فهم مسلمون بطريقتهم الخاصة والتي لا يعرفها سواهم من بين مليار و600 مليون مسلم علي سطح الأرض, فهو دائما من وجهة نظرهم اسلام الضرورات التي تبيح المحظورات.. اسلام يحلل الحرام.. ويصبح الكذب فيه سياسة.. والخداع ذكاء.. والقتل جهاد.. وسفك دماء الأبرياء المسالمين نصرا لدين الله!! لم يستسلم أباطرة الدم ورعاة فتاوي القتل والعنف ل كابوس الرفض الشعبي لهم الذي أفاقهم من حلم الاستحواذ علي مصر والتمكن منها فدفعوا عملاءهم لإكمال عملية خداع شباب الجماعة الذين جرت لهم عملية' غسيل مخ' وإطلاق النفير للاستشهاد دفاعا عن الشرعية, كما زعموا إلا أن الحقيقة كانت بهدف الدفاع عن الكرسي والسلطة.. فلتزهق إذن أرواح الأبرياء.. ويذبح أبناء الوطن الواحد.. وتسيل الدماء بحورا فربما تبحر سفن الجماعة التي أحدث فيها هدير أصوات الملايين يوم30 يونيو ثقوبا متسعة- مرة أخري إلي مرفأ السلطة.. وليغتسل رموز الأهل والعشيرة في دماء الأبرياء وليتوضأوا منها وليصنع جهاديو فتاوي الفتنة والتحريض من رؤوس الضحايا مسابح لهم ليعددوا عليها مكاسبهم!. وإذا كان رموز الجماعة ظلوا علي مدي أيام طويلة يتشدقون بحتمية الاحتكام إلي شرعية الصندوق. مع ادعائهم بأن خروجهم إلي الميادين خروج سلمي, فلا بد لهم الآن من الاستسلام لفكرة الرحيل عن موقع لم يكن في يوم من الأيام مناسبا لهم ولإمكانياتهم فترويع المواطنين والخروج علي الآمنين بالسيف أو إزهاق أرواح أبرياء ب قنبلة موقوتة وتعذيب آخرين بنزع أظافرهم وتحويل رابعة والنهضة إلي ما يقرب من مجازر بشرية أو' أبو غريب القاهرة' لم يكن أبدا الطريق للحفاظ علي الشرعية.. اللهم إذا كان مايقصدونه بها هي شرعية المافيا وآل كابوني!!.. ولك يا مصر السلامة. [email protected] لمزيد من مقالات عبدالعظيم درويش