لا نعرف ماذا كان بالضبط موقف الشيخ راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة التونسي في مؤتمر التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمسن الذي انعقد في تركيا قبل عشرة ايام. لدراسة الاثار المترتبة علي سقوط حكم الجماعة في مصر بعد اقل من عام علي وجودها في السلطة!, خاصة ان اهمية شهادة راشد الغنوشي لا تأتي فقط من وضعه كرئيس لحزب النهضة الذي يحكم تونس باسم جماعة الاخوان المسلمين متحالفا مع بعض الاحزاب المدنية, في اطار توافق وطني اختار فيه حزب النهضة نهج المشاركة بدلا من المغالبة, وقبل حلولا وسطا في مشروع كتابة الدستور التونسي لم تقبلها جماعة الاخوان في مصر, وألتزم خط الدفاع عن التوافق الوطني اعتقادا منه بان صعوبات المرحلة الانتقالية تفرض علي كل الاطراف التحالف في جبهة وطنية,. لكن اهمية شهادة راشد الغنوشي تأتي ايضا من انه زار مصر قبل عشرة ايام من عزل الرئيس مرسي وعايش ازمة الحكم في ذروتها, واجتمع مع العديد من القوي السياسية في مصر, وسمع عشرات القصص وآلاف التفاصيل عن الاخطاء التي ارتكبتها الجماعة خلال فترة حكمها القصير, وفي معظم هذه اللقاءات اعلن الغنوشي عدم موافقته علي نهج جماعة الاخوان المصرية مؤكدا انه سوف يناقش ابعاد هذه القضية في لقاءاته مع الرئيس مرسي واعضاء مكتب الارشاد. والحق ان كثيرين من الذين ألتقي بهم الغنوشي في مصر, وكانوا يعتقدون ان من الضروري ان يصحح الرئيس وجماعته مواقفهما قبل ان يفوت الاوان وتنفجر الازمة, عولوا علي رجاحة عقل الغنوشي وفهمه للاوضاع الخطيرة التي آل إليها حكم الجماعة في مصر, وتوقعوا خيرا من لقائه مع اقطاب الجماعة لانه الاكثر قدرة ومصداقية علي تبليغ الرسالة,خاصة ان الهوية السياسية للشيخ يوسف القرضاوي وعلاقته الوثيقة بالدولة القطرية وانحيازه المسبق لجماعة الاخوان, وخروجه علي المصريين اخيرا بعدد من الفتاوي التي تؤجج نار الفتنة بين السنة والشيعة وتشكك في صدق مرجعية الازهر الشريف, افسدت دور القرضاوي كرئيس لاتحاد علماء المسلمين, وافقدته القدرة علي ان يلعب دور الناصح الامين للجماعة, ولم يعد هناك من يصلح لهذه المهمة سوي الغنوشي, لكن مهمة الغنوشي لم تحقق النجاح بسبب عناد مرسي وجماعته,ولم يعد هناك بديل سوي انتظار لحظة انفجار الازمة. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد