نجح الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء, قبل أن يبدأ في مهمته الثقيلة والقصيرة.. نجح لأنه فرض بالفعل ما التزم به من تجنب التشكيلة الوزارية للمحاصصة. ( أي أن يتم تمثيل القوي السياسية والحزبية فيها بحصص معلومة), وللإقصاء( أي أن يتم حرمان عناصر معينة من أحقيتها في دخول الحكومة علي أساس الهوية السياسية والفكرية).. وفي أجواء السيولة والكراهية البينية والاستقطاب السياسي السائدة في مصر, فإن من الصعوبة بمكان تحقيق ما وعد به الدكتور الببلاوي, ولكن الرجل( من القراءة الأولية للتشكيل), أفلح في الوفاء بالتزامه.. وحتي بذلك الظهور المتميز جدا وغير المسبوق للمرأة في التشكيلة الوزارية, أو بذلك الحضور الشبابي اللافت فإن الببلاوي لم ينجزهما بتصميم قائم علي المحاصصة أو منح كوتة لهذا الطرف أو ذاك, وإنما شكل الرجل حكومة كفاءات وطنية دخلها من هو قادر علي النهوض بالمهام المطروحة عليه بصرف النظر عن الجنس والدين والعرق والانتماء السياسي أو الحزبي, أما عن الاقصاء فقد أحسن الدكتور حازم حين تشدد في عدم قبول أي ابتزاز سياسي يحاول أصحابه إملاء إرادتهم عبره إزاء هذا الاختيار أو ذاك, وبحيث يتم إدماج من يحبونه وإقصاء من يرفضونه.. الرجل قدم لنا واحدا من أكثر التشكيلات الحكومية إقناعا في الفترة الأخيرة, وإن كنا نحتفظ لأنفسنا بحق اختبار الوزراء الجدد الذين لم يمارسوا العمل الوزاري من قبل, ونقرأ عملهم قراءة نقدية تمكننا من إصدار أحكام عليهم بوصفنا بعض أدوات الرأي العام وهو سلطة ينبغي أن يتعود المسئولون احترامها, وبيقين فإن واحدة من أهم ميزات تشكيلة الببلاوي هي( الروادع الفكرية), يعني اذا كان أحد الوزراء ينتمي إلي فكر الليبرالية الجديدة الذي كان التطرف في تطبيقه أحد أسباب الانفجار الاجتماعي عام1102, فإن ما نعرفه عن فكر الببلاوي يمثل رادعا فكريا واجتماعيا لذلك التوجه, وليس هذا فحسب, ولكن ظهور د. حسام عيسي ود. زياد بهاء الدين يمثل هو الآخر( رادعا) يحقق صالح المجتمع. نهايته.. نشعر بارتياح للتشكيل الوزاري ونتمني للدكتور حازم الببلاوي ونوابه ووزرائه كل التوفيق. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع