يقولون البحر يحب الزيادة, وذلك في سياق الرغبة في زيادة النعم بينما يدعو أناس آخرون إلي القناعة والرضا بالموجود دون زيادة وهناك من يدعو إلي الزهد فكيف عالج القرآن الكريم هذه القضية؟ يقول الدكتور مبروك عطية الاستاذ في جامعة الأزهر الشريف, الرغبة في زياة المال والخيرات مشروعه بل إنها واجبة لأن الله تعالي يقول واسألوا الله من فضله وفضل الله عظيم وقد روي في الصحيح أن ايوب عليه السلام كان يغتسل ونزل عليه جراد من ذهب فأخذ يجمعه في ثوبه فقال الله له: ألم أغنك؟ فقال عليه السلام يارب لا غني لي عن مزيد فضلك, ولم يعاتبه ربه, وقد دعا سليمان عليه السلام فقال: رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب. وقد ذكر لنا ربنا عز وجل أنه أغني أناسا بأكثر مما أغني به قارون مضرب المثل في الثروات العظيمة ألا نتوقف عند قول الله تعالي: أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون, فهذه الآية من سورة القصص دليل علي أن هناك من كان أشد قوة من قارون وأكثر جمعا للمال وكان عليه أن يعتبر وألا يحذو حذوهم ويسير سيرتهم حتي لا يكون مصيره كمصيرهم, وقد قيل له أحسن كما أحسن الله إليك فقط كان علي من رزق المال الكثير أن ينسب الفضل إلي الله وأن يحسن كما أحسن الله إليه وأن يتصدق وأن يتواضع وليجمع من المال ما فوق الرقاب وما يشاء وليس ذلك كنزا كما يزعم من لا علم عنده فقد قال المفسرون في آية التوبة والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوي بها جباههم وجنوبهم وظهورهم... قالوا كل مال تؤدي زكاته فليس بكنز. و يضيف الدكتور مبروك عطية أن الدعوة إلي الزيادة من الخيرات دعوة إلي تيسير الحياة والزيادة من رفاهيتها وهو وارد كذلك في القرآن الكريم ألا تري إلي قول الله عز وجل: واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون! ثم إن الدنيا بما فيها لا تساوي عند الله تعالي شيئا وعلماء العقيدة والتوحيد يقولون: لو أعطي الله كل إنسان مسألته ما نقص ذلك من ملكه شيئا; فلم الميول إلي الزهد والتقشف والمعاناة ولم الزعم بأن من كان في ترف من العيش كان بالضرورة كافرا هذا ليس منطق الإسلام ولا دعوته التي هي دعوة الي أرقي حياة.!