وسط مخاوف من موجة جديدة من الاضطرابات في شبه الجزيرة الكورية, فشلت الجولة الرابعة من المباحثات بين الكوريتين في التوصل إلي تسوية للخلافات بين الجارتين حول مجمع كايسونج الصناعي المشترك بينهما, والذي اغلقته بيونج يانج من جانب واحد في ابريل الماضي. وكان الاجتماع قد جمع بين وفدي البلدين في داخل المجمع الصناعي, حيث تم الاتفاق في ختامه علي عقد اجتماع جديد بين الطرفين الاثنين المقبل. وذلك بعد ساعات من إعراب رئيس الوفد الكوري الجنوبي كيم كي-وونج عن أمله في إجراء محادثات صادقة وجوهرية قبل مغادرته الي كوريا الشمالية. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن نائب كبير المفاوضين النوويين الروس يعتزم زيارة سول للقاء نظيره الكوري الجنوبي لمناقشة سبل التعاون في قضية نزع السلاح النووي الكوري الشمالي. وأكدت الوزارة في بيان لها أن المبعوثين سوف يناقشان سبل التعاون لإحراز تقدم فيما يتعلق بنزع السلاح النووي الكوري الشمالي. وعلي صعيد أزمة سفينة الشحن الكورية الشمالية المحتجزة في بنما, طالبت بيونجيانج بالإفراج عن سفينة شحن تبين أنها تحمل أسلحة من كوبا ومتجهة إلي كوريا الشمالية وتوقفت في بنما عندما تم تفتيش الشحنة هذا الأسبوع. وأكدت وزارة الخارجية في كوريا الشمالية: أن هذه الشحنة ليست سوي أسلحة قديمة سيتم إرسالها مجددا إلي كوبا بعد إصلاحها طبقا لعقد شرعي. وأضافت أنه يتعين علي السلطات البنمية أن تسمح للبحارة, الذين تم اعتقالهم, وللسفينة بالمغادرة. وطالبت السلطات الشمالية بالإفراج عن السفينة وحمولتها وطاقمها والسماح لها بإكمال طريقها إلي كوريا الشمالية. ووفقا لوزارة الخارجية الكوبية, فإن السفينة كانت تحمل منظومات صاروخية مضادة للطائرات وأجزاء صواريخ ومقاتلتين جويتين من طراز ميج 21 خارج ترسانة التسلح. وتؤكد كوبا أن تلك الأسلحة دفاعية قديمة تحتاج إلي تصليح. وكانت السلطات البنمية قد استوقفت السفينة الكورية الشمالية تشونج تشون جانج للاشتباه بأنها تهرب مخدرات, ولكن بعد التفتيش اكتشفت المعدات العسكرية. إلا أن السلطات البنمية أكدت أمس الأول أنها طلبت من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة تحري أمر السفينة الكورية وفي الوقت ذاته, وصف المراقبون السياسيون اعتراض سفينة كورية شمالية تنقل اسلحة كوبية في قناة بنما يكشف حجم عمليات المقايضة الواسعة التي تجريها بيونج يانج منذ عقود مع دول عدم الانحياز بهدف الالتفاف علي العقوبات الدولية التي تخنقها. وتسمح المقايضة السرية بعدم ترك أي أثر رسمي وبتوفير احتياطاتها القليلة من القطع الأجنبي. وقال هيو جريفيث الخبير في قضايا التهريب في المعهد الدولي لابحاث السلام في ستوكهولم ان هذه العمليات التي لا يعرف حجمها تقضي بأن تقوم كوريا الشمالية بإصلاح معدات عسكرية صينية وسوفيتية قديمة مقابل مبالغ من المال السائل أو مواد غذائية. ومما يؤكد هذا الافتراض العثور علي220 طنا من السكر مع الأسلحة علي متن السفينة. وأكد الخبير أن الجزء الأكبر يفلت من الرادارات. وأن الاهتمام يتركز خصوصا علي قدرات كوريا الشمالية في مجال الصواريخ البالستية والنووية, لكن الجزء الاكبر من تجارتها الخارجية يتعلق فعليا بالاسلحة التقليدية مع مجموعة صغيرة من الدول. وأبرزها دول فقيرة ومعزولة سياسيا مثل بورما واريتريا واليمن. وقال الباحث نفسه إن هذه الدول تحتاج للتجارة, ولدي كوريا الشمالية خبراء يستطيعون التعامل مع المعدات. واصبحت كوريا الشمالية تتقن تقنيات الاخفاء. وهي تنقل في معظم الاحيان معداتها علي متن سفن تملكها شركات بحرية نافذة في الأسواق, بدون علمها.