يقول المولي عز وجل ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين22 الروم0 يقول المفسرون في تفسير هذه الآية إن اختلاف الألسن يعني اختلاف اللغات واللهجات والأصوات, فبالرغم من أن الأصل واحد ومخارج الحروف واحدة فإنك لا تجد صوتين متفقين0 وعن اختلاف اللغات تفيد إحصائية ذكرتها شبكة الانترنت بأن هناك مئات من اللغات المنطوقة واللهجات وجميعها ينحدر من أصل واحد, وأن صوت كل فرد من ملايين البشر يختلف عن الآخر حتي ولو بدا في بعض الحالات تشابه بين صوتين أو أكثر, ولهذا الاختلاف أهمية كبيرة في التعرف علي الاشخاص والتمييز بينهم, بما يطلق عليه بصمة الصوت, أما عن اختلاف الألوان فقد أجريت دراسة بجامعة إستانفورد بكاليفورنيا حديثا تفيد بأن اختلاف ألوان الجلود يعد من أهم الأشياء التي تميز الأشخاص, وأنه بالرغم من أن ألوان الجلد ظاهريا هي الأسود والأبيض والأصفر والأحمر, إلا أن هناك درجات لا حصر لها لكل لون منها, ويرجع هذا التعدد إلي اختلاف في تركيز صبغة الميلانين في الجلد, حيث يزداد التركيز في السود الذين يعيشون في المناطق الاستوائية, وفي هذا وقاية لجلودهم من أشعة الشمس فوق البنفسجية, والمعروف عنها أنها تسبب سرطان الجلد, ويتحكم في تركيز هذه الصبغة عوامل وراثية وأخري بيئية, وتشير الدراسة الي أنه باستخدام أحدث الأجهزة لقياس درجات اللون في الجلد تبين أن هناك اختلافا بين لون كل بشرة وأخري, وأن هذا يرجع إلي اختلاف في الجينات ومعامل انعكاس الضوء علي الجلد, ومدي تعرضه لأشعة الشمس0 ولقد شاءت إرادة الله أن يكون الاختلاف في الألسن والألوان أساسه النطفة الأمشاج التي ذكرها القرآن الكريم بقوله تعالي إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا(2 الإنسان), والأمشاج هي الأخلاط حيث يتخلق الجنين من اختلاط ماء الرجل بماء المرأة, وهناك اختلاف واضح بين الماءين من حيث مكونات كل منهما, وبخاصة الجينات, ويكتسب الجنين صفة اللون والصوت من أمشاج من جينات الأم والأب, بحيث يختلف لون الابن وصوته عن لون الأم والأب وصوتهما حتي وإن بدا التشابه في اللون أو الصوت بين الأبن وأحد الوالدين, وبالتكاثر واختلاف الأمشاج ذرية من بعد ذرية تتنوع وتتعدد الألوان والأشكال والأصوات ليتميز كل فرد عن الآخر منذ بدء الخليقة وحتي قيام الساعة.