ترك التضارب الذي حدث في تأجيل موعد مباراة القمة الإفريقية حالة من الاستياء داخل النادي الأهلي, رغم التعامل مع الأمر بذكاء في ردود الأفعال عقب تلقيه أكثر من موعد للتأجيل . ونتجت حالة ضبط النفس تخوفا من تعرض الأهلي لنفس الظروف التي صاحبت مكان وتوقيت إقامة المباراة عندما يحين دوره في جولة الاستضافة بدور الثمانية لدوري أبطال إفريقيا. ورغم ما يبدو ظاهريا, إلا أن الأحاديث لم تنقطع داخل النادي الأهلي منذ أمس الأول, بعد فتح الباب لتأجيل مباراة الزمالك, حيث كانت هناك تلميحات بأن الأمر ليس له علاقة بالحقوق التسويقية والبث التليفزيوني الخاصة بالكاف, وإنما ظهرت هذه الكلمات للتغطية علي تدخلات لمساندة الزمالك في كسب بعض الوقت لتسوية أمور لاعبيه الثلاثة أحمد جعفر وأحمد سمير وأحمد حسن حتي يتمكنوا من المشاركة معه, خاصة بعد خطاب إتحاد الكرة بانتهاء الموسم الذي تنتهي معه تعاقداتهم!!.. بل وتحدث البعض عن أن هاني أبوريدة كان له تدخل كبير فيما حدث!! وحمل الكلام في طياته الكثير من المنطق, لاسيما أن الحقوق التسويقية للبطولة مباعة مسبقا, كما أن مسألة البث التليفزيوني وما أثير عن تضارب إقامة مباراة الزمالك والأهلي في نفس موعد إذاعة مباراة للترجي مع نادي كونجولي, هو أمر غريب للغاية وغير مقنع في ظل أن الشبكة العربية التي تذيع المباريات لديها أكثر من قناة, ويمكنها إذاعة كل مباراة علي قناة من العشرة التي تملكها, فهذا أمر بالفعل لا يحمل منطقا يستحق كل ما حدث, ولكن يبدو فعلا أن الحقيقة كانت في رغبة الزمالك لكسب بعض الوقت حتي تنهي أزمة اللاعبين الثلاثة, وتأكد ذلك جليا في التضارب الذي شهده موقف الزمالك بعدها, فبعد موافقته في البداية علي التأجيل لمدة24 ساعة علي أمل أن يحصل علي خطاب من اتحاد الكرة بأن مسابقة كأس مصر مستمرة, وبالتالي فعقود اللاعبين الثلاثة قائمة لأن الموسم لم ينته بعد, وبناء عليه يشاركون دون مشكلة, وتكون هناك مساحة متاحة فيما بعد لإيجاد سبيل مالي لتجديد تعاقداتهم, ولكن بعد فشل الأمر مع إتحاد الكرة الذي رفض منح الزمالك الخطاب لأن الموسم إنتهي بالفعل, إضطر الزمالك للعودة في موافقته وطلب اللعب يوم الأربعاء في نفس توقيت الرابعة والنصف عصرا بالجونة, وهو ما خلق حالة التضارب التي ظهرت لدرجة أن المباراة أصبحت ملقبة ب القمة الحائرة وقد تكون ذلك بالفعل بعد ما تردد أن مسلسلها لم ينته بعد, أمام مشهد جديد من الحديث عن أن هناك نية في الطريق للموافقة علي تأمين إقامتها علي ملعب الجيش المصري ببرج العرب!! عموما.. فقد بدأ الجهاز الفني للأهلي التعامل علي الموقف الأخير باقامة المباراة عصر الأربعاء المقبل, حيث قام بتعديل في برنامج الإعداد, وعادت تدريباته إلي ما بعد الإفطار علي عكس ما كان مقررا بالأمس, وتم تأجيل التعود علي اللعب خلال فترة الصيام بما يتناسب مع موعد إقامة المباراة إلي ما قبل موعدها بثلاثة أيام, وبالتالي من المقرر أن يتدرب الفريق اليوم في المساء أيضا, كما تم تأجيل موعد السفر إلي الجونة الذي كان مقررا اليوم. وقال محمد يوسف, إن ما حدث بالتأكيد من تأجيل للمباراة أمام الزمالك دفعنا إلي بعض التعديلات, ولكنها طفيفة بحيث نحاول ألا يؤثر الأمر في نفوس اللاعبين أو تركيزهم قبل المباراة, وأعرب يوسف عن رغبته في خوض مباراة ودية جديدة بعد التأجيل الحالي, ولكن الأمر قد يبدو صعبا في ظل الظروف الحالية للبلاد, حيث أن الموعد المناسب للمباراة هو يوم غدا الجمعة وبالتالي لم ننته من المناقشة في المسألة وسنحسمها اليوم. وشدد يوسف علي احترامه للمنافس, مشيرا إلي أن الفريقين كتاب مفتوح, وأن مباريات الأهلي والزمالك لا تعترف بالمقدمات النظرية ولكن غالبا ما تتوقف نتائجها علي حالة اللاعبين والتركيز خلال اللقاء. موضحا أن فريقه جاهز من الناحية الفنية والبدنية للمباراة, مؤكدا ثقته الكبيرة في قدرات اللاعبين علي مواجهة الصعاب وتحقيق الفوز. علي جانب آخر, قرر الجهاز الفني تأجيل إرسال قائمة الفريق المحلية لاتحاد الكرة والذي كان مقررا اليوم إلي بداية الاسبوع المقبل, بعدما أصبح هناك مجال أكبر قبل مباراة الزمالك حتي يتمكن من قيد أبوتريكة وأحمد فتحي في القائمة الإفريقية. أما علي صعيد مجلس الادارة, فمن المقرر أن يحدد موعدا لاجتماع لدراسة خطاب اللجنة الأوليمبية المصرية في ضوء رد اللجنة الأوليمبية الدولية بشأن إقامة الانتخابات والجدل الدائر في مسألة لائحة الأندية التي أقرها وزير الرياضة السابق.