مروة البشير في مواسم العبادة خصوصا في رمضان يكون الإقبال علي العبادات لاسيما تلاوة القرآن الكريم, وقد يحدث ذلك بعض الخلل في أداء الأعمال وحركة الحياة فكيف نوازن بين العبادة والعمل؟ يقول الدكتور مبروك عطية الأستاذ في جامعة الأزهر الشريف: الإسلام دين المعادلة والموازنة والإقبال علي الله عز وجل ليس عن طريق العبادة المعروفة من الصلاة والصيام وتلاوة الذكر الحكيم وانما يكون الإقبال علي الله عز وجل بذلك ويكون كذلك بالعمل الذي يطلق عليه كثير من الناس العمل الدنيوي, والعمل الدنيوي هو في الحقيقة آخروي, لأن الله تعالي يقول: وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا وما نقدمه قد يكون بناء بيت يأوينا والله يجزينا عنه خير الجزاء وقد روي البخاري في صحيحه قول النبي- صلي الله عليه وسلم:( حتي اللقمة تضعها في فم زوجتك صدقة), فانظر إلي رجل يضع اللقمة في فم زوجته ويقول لها بالهناء والشفاء يراه الجاهل فيقول هذا رجل يحب النساء ومشغول بزوجته ودنياه فهو من أهل الدنيا ويقول الذي عنده علم ودين صحيح هذا الرجل يقدم لآخرته عملا صالحا وقد جمع بين الحسنيين حيث إنه يستمتع بزوجه ويحتسب عند الله الأجر. ومن الأعمال التي يتقرب بها العبد إلي ربه سبحانه وتعالي زيارة المريض بل أداء العمل المنوط به, فالموظف الذي يصحب مصحفه إلي عمله في رمضان لتلاوة ورده هناك ويعطل عمله ومصالح الناس فيه هو عند الله آثم لأن الوظيفة عبادة وأمانة ونحن مأمورون بأداء الأمانة وتقوي الله تعالي فيها,والله عز وجل يقول: فاقرأوا ما تيسر من القرآن علم ان سيكون منكم مرضي وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرأوا ما تيسر منه. ويضيف الدكتور مبروك: ونحن نحاول أن نكون وقافين عند كتاب الله عز وجل نقول إن الله خفف في التلاوة من أجل حركة الحياة,أي أنه من أجل أن لا يرهق المريض والا يتعطل مضارب تاجر أو مقاتل مجاهد في سبيل الله أمر عز وجل بأن نقرأ ما تيسر من القرآن الكريم, ومن أجل حركة الحياة شرع الإفطار في رمضان للمسافر والمريض قال الله تعالي: فمن كان منكم مريضا او علي سفر فعدة من أيام آخر ماقال صوموا وعطلوا أعمالكم وأجلوا أسفاركم وأطيلوا مرضكم,وكذلك جاء في الهدي النبوي أن من أم الناس فليخفف, قال عليه الصلاة والسلام فإن منكم المريض والمسافر وذا الحاجة, وما عسي أن تكون الحاجة إلا حركة حياة من أجل إعمارها وقد استعمرنا الله فيها و جعلنا بناة غير هادمين ودعاة الي المعروف لا المنكر وقال وقوله الحق: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر.