تباينت ردود أفعال الشارع العربي إزاء الأحداث الجارية في مصر, حيث طالبت حكومة حماس المقالة السلطات المصرية بإعادة فتح معبر رفح البري مع القطاع والمغلق لليوم الثالث علي التوالي. وذلك في حين أبدت الحركة تفهمها للأوضاع الأمنية المصرية الحالية التي أدت إلي عملية الإغلاق, معربة عن أملها في أن تتجاوز مصر أزمتها الداخلية السياسية بأسرع وقت ممكن. ودعا إيهاب الغصين المتحدث باسم حكومة غزة مصر إلي ضرورة إعادة فتح معبر رفح, موضحا أن العشرات من المواطنين الفلسطينيين عالقون في الخارج ولم يتمكنوا من الوصول إلي القطاع مما يفاقم الأزمة الإنسانية لهم. ورأي الغصين أن فتح معبر رفح لا يؤثر علي الأوضاع الأمنية في مصر مطلقا, ولكن إغلاقه يؤدي إلي تعطيل مصالح المواطنين والمسافرين و يسهم في مضاعفة الحصار علي قطاع غزة, علي حد تعبيره. من جانبه, دعا ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس حماس إلي إعادة حساباتها إثر عزل حليفها الإسلامي مرسي, معتبرا أن انتصار الثورة في مصر وسقوط نظام الأخوان المسلمين يفرض علي الجميع أن يعيد حساباته. وأضاف عبد ربه: هذا التحول التاريخي في مصر سيجعل الجميع في المنطقة يعيدون حساباتهم ونأمل أن تكون حماس من بين الجميع وتسارع في الموافقة علي انتخابات ديمقراطية حقيقية من أجل جموع الوطن. وعلي الصعيد ذاته, أكدت فصائل فلسطينية بغزة علي حيادية الشعب الفلسطيني مما يجري حاليا في مصر, محذرة من خطورة دخول بعضها ضمن أي محاور سياسية بالمنطقة حتي لا ينعكس ذلك سلبيا علي الشعب الفلسطيني وقضيته, حيث شدد الدكتور فايز أبوعيطة, الناطق باسم حركة فتح خلال ندوة بعنوان أفق تحقيق المصالحة الوطنية في ظل التغيرات المصرية علي ضرورة احترام إرادة الشعب المصري وكافة الشعوب العربية في اختيار قياداتها وأن ننأي بأنفسنا بعيدا عن التدخل في هذا الأمر. من ناحية أخري, ذكر الدكتور أبوبكر القربي وزير الخارجية اليمني أن ما تحتاجه مصر من قياداتها وأحزابها ومفكريها اليوم هو التهدئة ومراجعة النفس لأنه من الواضح أن كافة الأطراف قد صعدت الأمور دون تقدير لنتائجها مع فقدان الثقة فيما بينها. وأوضح القربي أمس أن هذا الوضع يستدعي بناء الثقة من خلال التواصل والبحث عن حل وسط لا يكون فيه منتصر أو مهزوم مع ضمان مشاركة متكافئة لكافة الأطراف في المرحلة الانتقالية التي توضع فيها الأمور في نصابها من حيث مراجعة مواد الدستور والإعداد للانتخابات القادمة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل علي تطبيع الأوضاع الأمنية والاقتصادية وضبط الخطاب الإعلامي التحريضي. علي صعيد الاحتجاجات, تظاهر أمس الأول مئات الناشطين من الأحزاب الإسلامية في اليمن في العاصمة صنعاء رافعين صورا لمرسي ومرددين شعارات رافضة لتدخلات العسكر في المشهد السياسي, وذلك رفضا لما سموه بالانقلاب العسكري في مصر وتأييدا للديمقراطية والشرعية المتمثلة بالرئيس المنتخب مرسي, وذلك علي حد وصفهم. وفي السودان, دعت مجموعة من التيارات الإسلامية السودانية لتنظيم وقفه احتجاجية اليوم الإثنين أمام مقر السفارة المصرية بالخرطوم, وذلك للتعبير عن احتجاجها علي تطورات الأوضاع التي تشهدها مصر حاليا, حيث ذكرت صحيفة الانتباهة السودانية الصادرة أمس بالخرطوم أن الوقفة الاحتجاجية من المتوقع أن يشارك فيها عدد من التيارات الإسلامية والأحزاب منها جماعة أنصار السنة والأخوان المسلمون بالسودان. كما دعت جبهة الدستور الإسلامي بالسودان إلي الخروج في مظاهرة بعد ظهر اليوم لتسليم مذكرة للقنصلية المصرية بالخرطوم تؤكد وقوف الجبهة مع الإخوان المسلمين في مصر.