في25 فبراير1995, نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية مقالا للكاتب كليفورد ستول بعنوان الإنترنت؟ كلام فارغ! تنبأ فيه بأن الإنترنت سوف تفشل وسخر من وعود وأحلام المتحمسين للإنترنت بما اسماه الجنة الرقمية حيث المكتبات الإلكترونية وقواعد البيانات والمعرفة متاحة للجميع , وحيث المجتمع الافتراضي الذي يتمتع فيه الجميع بالتعبير عن آرائهم ومشاعرهم بحرية غير مسبوقة. وقال كليفورد إن الإنترنت سوف تفشل في أن تحل محل الصحيفة الورقية والكتاب الورقي, وسوف تفشل في أن تجبر الحكومات علي أن تكون أكثر ديمقراطية, وسوف تفشل في أن توفر آلية مضمونة وفعالة لعمليات البيع والشراء, وسوف تفشل في أن توفر منابر محترمة للحوار والنقاش. فنحن لا نري في غرف الدردشة وغيرها غير التحرش والتهديدات من مصادر مجهولة, حيث الجميع يصرخ ولا يستمع إلا القليل, وسوف تفشل في أن تقدم معلومات دقيقة وذات قيمة, فالإنترنت والكلام ل ستول- ما هي إلا قاعدة ضخمة من البيانات التي تنقصها الدقة والمراجعة, وضرب علي ذلك مثلا عندما أراد أن يبحث علي الإنترنت عن معلومات عن معركة طرف الغار وهي معركة نشبت في أوائل القرن التاسع عشر بين إنجلترا من ناحية وفرنسا وأسبانيا في الطرف الآخر- ولم يحصل علي معلومة ذات قيمة وكل ما حصل عليه كان ملفا كتبه طالب في الصف الثاني الإعدادي ولعبة تحمل نفس اسم المعركة ولا تعمل وصورة لأحد معالم لندن, وقال أيضا إن الإنترنت سوف تفشل في أن تكون جزءا من العملية التعليمية لأن ذلك سوف يكون مكلفا جدا ويحتاج إلي تدريب مطول للمدرسين وفوق كل ذلك سوف تحول هذه البيئة الافتراضية العملية التعليمية إلي لعبة نعم ممتعة للتلاميذ ولكن لا يتعلمون منها شيئا, وذكر ستول مجالات كثيرة سوف تفشل فيها الإنترنت, وأرجع ذلك إلي أن هذه الجنة يغيب عنها العنصر البشري بلحمه ودمه, والتواصل مع البشر وجها لوجه, وأن في هذه الجنة تعزلنا الشبكات والأجهزة عن بعضنا البعض, وأن غرفة الدردشة لا يمكن أن تحل محل مقابلة الأصدقاء وشرب فنجان من القهوة معهم! وفي31 ديسمبر2012 توقفت النسخة الورقية من مجلة نيوزويك عن الصدور بعد ما يقرب من80 عاما علي ظهورها وتم الاكتفاء بنسخة إلكترونية تنشر علي الإنترنت, فتكاليف انتاج النسخة الورقية تزيد وتصل معها الخسائر إلي40 مليون دولار, بينما التوزيع ومعه الإعلانات والأرباح تقل والاشتراكات تنخفض من3 ملايين إلي مليون ونصف. وماحدث لمجلة نيوزويك حدث لمجلات وصحف أخري كثيرة صغيرة وكبيرة, وتأثرت سلبا صناعة الورق والحبر وكل الصناعات والوظائف وعمليات البيع والشراء المرتبطة بها. غلاف آخر عدد من النسخة الورقية لمجلة نيوزويك الأمريكية الانترنت من الابتكارات الفاصلة أي أن ظهورها يغير اتجاه سير العالم, فتكون الأمور بعده مختلفة تماما عما كانت عليه قبل ظهورها. تتغير أشياء كثيرة, تختفي مهن وتظهر مهن أخري, تفلس شركات وتجني شركات أخري الملايين, عادات وطقوس حياتية قديمة تختفي أو تتغير, وتظهر عادات وطقوس جديدة, تظهر فئات وطبقات جديدة وتختفي طبقات تقليدية, الثروة والسلطة يعاد توزيعهما بطريقة طبيعية, أفكار جديدة تتصارع مع الأفكار السائدة. والإنترنت في شكلها الحالي شبكة عملاقة من الحاسبات المتصلة ببعضها والتي تتدفق بينها المعلومات بسرعة الضوء, بدأت في1969 عندما أنشأت وزارة الدفاع الأمريكية بنتاجون- شبكة تربط حاسباتها الداخلية والحاسبات في عدد من الجامعات الأمريكية. وفي1989 اخترع البريطاني تيم بيرنرز لي الشبكة العالمية للمعلومات وهي أحد تطبيقات الإنترنت التي نستخدمها الآن, وفي1991 بدأت الشبكة العالمية في الخروج من الجامعات والمؤسسات الأمنية والعسكرية الزحف إلي كل مكان في العالم لتصل إلي الشكل الذي هي عليه الآن. وحسب آخر إحصائية للاتحاد الدولي للاتصالات هناك حوالي2.7 مليار مستخدم للإنترنت, أي ما يقرب من40% من سكان العالم, نصيب مصر منهم حوالي30 مليون مستخدم, وهناك حوالي مليار موقع ومدونة علي الإنترنت بالإضافة إلي مليارات الحسابات علي تويتر وفيسبوك وغيرهما من وسائل التواصل الاجتماعي. ومتوسط الوقت الذي يقضيه مستخدم الإنترنت في العالم هو16 ساعة شهريا, ومعني ذلك أن البشرية تقضي ما مجموعه حوالي4 ملايين سنة علي الإنترنت كل شهر. وهذا الوقت يقضيه مستخدمو الإنترنت في التواصل مع الآخرين عبر البريد الإلكتروني والشبكات الاجتماعية(41%), أو في البحث عن معلومات(21%), أو في قراءة خبر أو مقال(20%), أو في الترفيه(13%), أو في عمليات الشراء عبر الإنترنت(5%). والرجال أكثر من النساء استخداما للإنترنت للاطلاع علي آخر الأخبار خاصة في مجالي السياسة والرياضة, والنساء أكثر من الرجال استخداما للإنترنت للحصول علي معلومات لها علاقة بالصحة والموضوعات ذات الطابع الديني والروحي. دقيقة في حياة الإنترنت ومع هذه الأعداد الضخمة, فما يحدث علي الإنترنت في دقيقة واحدة ضخم أيضا, فبعد أن تكون قد انتهيت من قراءة هذه الفقرة, يكون قد تم إرسال حوالي200 مليون رسالة عبر البريد الإلكتروني منهما حوالي150 مليون رسالة إعلانية مزعجة, وكتابة حوالي نصف مليار تعليق علي فيسبوك, والقيام بأربعة ملايين عملية بحث عن معلومات أكثر من ثلثها له علاقة بالجنس, ومشاهدة مليون ونصف فيديو علي يوتيوب, والانتهاء من عمليات بيع وشراء علي موقع أمازون قيمتها حوالي83 ألف دولار, وربع مليون مشترك يبدأ في الدخول علي فيسبوك. زعماء الإنترنت محرك بحث جوجل هو البوابة الملكية للإنترنت والحارس وأمين المكتبة وكاتم الأسرار ومقسم الأرزاق في العالم الافتراضي,فطبقا لآخر إحصائية هناك ما يزيد عن مليار مستخدم في العالم لموقع جوحل وخدماته المختلفة, يقومون بإجراء ما يزيد علي3 مليارات عملية بحث يوميا باستخدام محرك جوجل, تمثل ما يقرب من70% من عمليات البحث علي شبكة الإنترنت. هذه المليارات من عمليات البحث تلخص اهتماماتهم وهمومهم وما يفكرون فيه وما ينوون بيعه أو شراءه أو التخطيط له. هذه الأرقام هي السر الحقيقي لقوة جوجل وخطورتها في الوقت نفسه, فجوجل بهذا تمتلك أكبر قاعدة بيانات لنوايا وأسرار ما يقرب من سبع سكان العالم, ما يحبون وما يكرهون, ومن يبحث عن ماذا علي الإنترنت, وفي أي دولة أو مدينة, من يبحث عن الجنس ومن يبحث عن السياسة ومن يبحث عن فرصة عمل, وهي معلومات لاتمكلها كل أجهزة المخابرات في العالم مجتمعة. وخدمات البريد الإلكتروني هي بوسطجي الإنترنت, ويوتيوب هو تليفزيون الشعب, وفيسبوك هو دار مناسبات الإنترنت والمقهي والكازينو ومجلس النميمة, وتويتر هو مكتب تلغرافات الإنترنت حيث الرسائل لا تزيد علي140 حرفا, وويكيبيديا هي أكبر موسوعة إلكترونية في تاريخ البشرية حيث تضم ما يزيد علي30 مليون مقال في286 لغة, وأمازون هو سوق الإنترنت ومركزها التجاري, حيث يتم بيع وشراء كل شئ إلكترونيا. مرتزقة الإنترنت وأعداؤها والود مفقود بين الإنترنت والحكومات شرقا وغربا ديمقراطية وديكتاتورية لأسباب مختلفة وبدرجات متفاوتة, لكن هناك سبب أساسي وهو أن الإنترنت أداة فاعلة لتمكين الشعوب, وتعطي صوت من لا صوت له في القنوات الرسمية, وهي باختصار البديل الشعبي لكل ما هو حكومي ورسمي: إعلام وترفيه وتوعية وتثقيف سياسي. والعلاقة بين الحكومات و الإنترنت قد تأخد شكلا خشنا وواضحا مثل الحجب أو المنع الجزئي للمحتوي الذي تراه الحكومات ضارا بسياساتها, أو شكلا ناعما خفيا مثل المراقبة والتجسس. فهناك في ألمانيا مثلا قانون يلزم محركات البحث( جوجل وأخواتها) بفلترة المحتوي النازي من نتائجها, وهناك قانون مماثل في فرنسا لفترة المحتوي المعادي للسامية, وحسب تقرير أصدرته مؤخرا منظمة صحفيون بلا حدود بعنوان أعداء الإنترنت فإن كل الحكومات تقريبا بما فيها الولاياتالمتحدة تقوم بالتجسس علي شبكة الإنترنت. وحسب تقرير المنظمة تعتبر سوريا والصين وإيران والبحرين وفيتنام أكثر الدول عداء للإنترنت حيث تقوم حكوماتها بالتجسس علي اتصالات المواطنين والصحفيين والنشطاء السياسيين بكل صورة ممكنة, وهذه الحكومات الكارهة للإنترنت تستعين بقائمة من الشركات التي سماها التقرير مرتزقة الإنترنت في الحصول علي برمجيات التجسس والمراقبة, وتضم هذه القائمة شركة جاما البريطانية التي تبيع لحكومة البحرين حتي الآن- برامج للتجسس علي النشطاء والمعارضين السياسيين. وقد حاول النظام السابق في مصر التفاوض مع نفس الشركة لشراء برامج مماثلة قبل ثورة25 يناير2011 بأيام وجربها خلال أحداث الثورة وتوقفت المفاوضات! وشركة تروفيكور الألمانية, وشركة هاكينج تيم الإيطالية, وشركة أميسيس الفرنسية وهي التي باعت للقذافي في2011 برامج للتجسس علي معارضيه في بريطانيا والولاياتالمتحدة, وشركة بلو كوت الأمريكية التي ما زالت حتي الآن تزود نظام الأسد ببرامج للتجسس علي معارضيه, وكانت سببا في اعتقال نظام بشار الأسد للناشط السوري كريم تيمور, الذي واجهته جهات التحقيق بحزمة كبيرة من الأوراق تضم نصوصا لمحادثاته عبر برنامج سكايب وهو برنامج للتواصل عبر الإنترنت صوتا وصورة وكتابة- نجح الأمن في الحصول عليها من خلال برنامج الشركة لاختراق الأجهزة عن بعد, وقد أضاف البعض شركة ياهو إلي هذه القائمة بعدما زودت الحكومة الصينية في2005 برسائل تبادلها صحفيون صينيون مناهضون للحكومة عبر بريدهم الإلكتروني مما تسبب في اعتقال اثنين منهم وحبسهما لفترات طويلة, وحكاية الحكومات مع الإنترنت معقدة وكثيرة التفاصيل, وقد نعرض لها في مرات أخري إن شاء الله. الإنترنت وقبول الآخر أجري مركز بيو للأبحاث بالولاياتالمتحدة استطلاعا للرأي بين المسلمين في39 دولة ووجد أن المسلمين الذين يستخدمون الإنترنت بصورة منتظمة نظرتهم للغرب وثقافته أكثر إيجابية من المسلمين الذين لا يستخدمون الإنترنت, وأنهم لا يميلون إلي الاعتقاد بأن الأفلام والمسلسلات الغربية لها أضرار أخلاقية علي بلدانهم, وأنهم أكثر تسامحا مع الديانات الأخري ويحاولون أن يجدوا فيها ما يتشابه مع الإسلام--- بصرف النظر عن مستوي التعليم والسن والنوع( ذكر أم أنثي). وقد أظهرت الدراسة أن الفارق في مستوي التسامح وتقبل الآخر بين الفئتين كان الأكبر في باكستان, والأقل في مصر. التطرف الجماعي وقلة الذوق والتعاطف هناك ظاهرة في علم النفس الاجتماعي اسمها الاستقطاب الجماعي تتلخص في أن الأشخاص في جماعة يميلون إلي اتخاذ قرارات أكثر تطرفا خاصة في حالة عدم توافر معلومات كافية- من القرارت التي يتخذها كل شخص منهم بمفرده, وقد أظهرت دراسة أخري لمركز بيو أن هذا الاستقطاب تزيد حدته بين الجماعات المتحاورة علي شبكة الإنترنت عن مستوي حدة الاستقطاب بين جماعات تتحاور وجها لوجه, ونتيجة لذلك أصبح الجمهوريون في أمريكا أكثر جمهورية والديمقراطيون أكثر ديمقراطية, وترجع الدراسة إلي سببين, الأول أن الإنترنت سهلت علي الأفراد التواصل بصورة دورية ومنتظمة مع آخرين يشاركونهم نفس وجهات النظر حتي لو كانت تتسم ببعض التطرف والشذوذ عن المألوف من الأفكار, والثاني أن متابعة الأخبار عن طريق مواقع تتفق مع آراء المستخدم وانتماءاته السياسية والعرقية والدينية ساعدت في ترسيخ هذه الانتماءات بما يقلل الاستعداد لتغييرها. وهذا الاستقطاب يتفاعل بطريقة كبيرة مع ظاهرة أخري هي انخفاض مستوي التحضر في النقاشات والتعليقات علي شبكة الإنترنت خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي, وقد أظهرت دراسات أن قلة الذوق هذه غالبا ما تتسبب في تزايد الميول العدائية خلال النقاشات الأمر الذي يؤدي في النهاية إلي تشبث كل طرف بآرائه وبشكل أكثر تشددا. وقد أظهرت دراسات أجراها باحثون في جامعات ستانفورد وويسكنسون وميشيجان علي عينة من طلبة الجامعات بالولاياتالمتحدةالأمريكية أن الاستخدام الزائد للإنترنت كوسيلة للتواصل الاجتماعي مع الآخرين أثر بصورة سلبية وملحوظة علي استعداد هؤلاء الطلبة للتعاطف مع الآخرين, وأن هذا التأثير السلبي يزداد عاما بعد عام, وفي المقابل فقد أظهرت هذه الدراسات أيضا تزايدا ملحوظا في شعور هؤلاء الطلبة بالنرجسية وتركيزهم بصورة كبيرة علي رغباتهم الشخصية. النشاط الذهني لمواطن الإنترنت وذاكرته واستخدام الإنترنت لفترات طويلة يؤثر بصورة كبيرة علي النشاط الذهني لمستخدم الإنترنت. فقد أظهرت التجارب التي أجراها جاري سمول أستاذ الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا أن الجزء المسؤول في المخ عن التفكير العميق والتركيز يقل نشاطه بصوره ملحوظه لدي مواطن الإنترنت أثناء إبحاره في شبكة الإنترنت. وقد أرجع سمول ذلك إلي أن من يستخدم الإنترنت لفترات طويلة تظهر لديه عادة التصفح السريع للمعلومات وتجنب الفحص الدقيق لكل موقع وكل معلومة تمر عليه. وفي المقابل والكلام ل سمول فإن المستخدم غير المقيم- يزداد لديه النشاط. وأضاف أن خمسة أيام من الاستخدام المكثف للإنترنت تكفي لتحويل المستخدم إلي مواطن إنترنت. وقد أظهرت دراسة ل د. بيتسي سبارو أستاذة علم النفس بجامعة هارفارد أن الإنترنت خصوصا محركات البحث قد أدت إلي ضعف القدرة علي التذكر, فعند الحاجة إلي معلومة ما يتم البحث عنها علي الإنترنت دون الحاجة إلي تخزينها في ذاكرة المستخدم, وهو بذلك يستخدم الإنترنت كمخزن ثانوي وخارجي للمعلومات, وكل ما يحتاج إلي تذكره هو أين تجد المعلومة وليس المعلومة نفسها. ويرد ستيفين داونز الأستاذ بالمجلس الوطني للبحوث بكندا أن ذلك ليس أمرا سيئا علي الإطلاق لأن تحميل جزء من الذاكرة علي الإنترنت يعطي للمستخدم قدرة ذهنية إضافية للقيام بأنشطة عقلية أخري. وقد لخص الكاتب الأمريكي نيكولاس كار مؤلف كتاب الفائض المعرفي وهو أحد أهم الكتب عن تأثير الإنترنت علي العقل البشري والثقافة الإنسانية الموقف النخبوي من الإنترنت عامة وجوجل علي وجه الخصوص بأنها قد تجعلنا أكثر غباء وتشتتا وميلا للإشباع اللحظي لاحتياجاتنا وأقل صبرا وتركيزا وأنها تؤثر سلبا علي جودة المعرفة لأن الشركات الكبيرة المستفيدة من الإنترنت تريدنا نحن مستخدمي الشبكة كالفراش نطير من موقع إلي آخر ولا نستقر في مكان أكثر من دقائق معدودة, حتي نولد الأرقام التي تجعل معادلاتهم أكثر دقة لأن ذلك يساعد جوجل وأخواتها في تحقيق المزيد من الأرباح. إدمان الإنترنت يقول باحثون في مجال التأثيرات النفسية لاستخدام الإنترنت أن المستخدم الذي يقضي30 ساعة في الأسبوع أو4 ساعات في اليوم علي الإنترنت دون أن يتطلب عمله ذلك, سوف تظهر عليه أعراض إدمان الإنترنت. فقد وجد باحثون من جامعة ميلانو في إيطاليا أن المخ بعد الاستخدام الزائد عن الحد للإنترنت يفرز مادة الدوبامين بمعدلات أعلي بكثير من معدلاتها الطبيعية, وهي من المواد الكيماوية التي يفرزها المخ عند إدمان المخدرات. وقد وجدوا أيضا أن القرار بالتوقف المفاجئ عن استخدام الإنترنت له نفس أعراض التوقف المفاجئ عن استخدام المخدرات, من سوء الحالة المزاجية وزيادة القلق والاكتئاب. وجها لوجه ذلك أفضل طبقا للدراسات التي أجرتها شيري تيركل أستاذ الدراسات الاجتماعية للعلوم والتكنولوجيا بمعهد ماساتشوستس بالولاياتالمتحدة, أنه خلال التواصل وجها لوجه يؤثر الكلام الذي يقوله أحد الطرفين علي الطرف الآخر بنسبة10% ولغة العيون وحركات الجسد بنسبة55% ونبرة الصوت بنسبة35%. أما التواصل عبر الإنترنت فينحصر في حاستين أساسيتين فقط هما السمع والنظر, وتقول تيركل صحيح أن العلاقات الإنسانية متشابكة ومعقدة, ولكن ليس هناك أجمل من أن تجد إنسانا من لحم ودم يسمع ما تقول, حتي ولو كان مملا في بعض الأحيان, لأننا عندما نتواصل مع الآخرين وجها لوجه قد نتردد وقد نتلعثم وقد ننسي الكلام فنكست.. فهذا هو نحن علي حقيقتنا. إحصائيات وأرقام ودقائق الإنترنت مستخدمو الانترنت يقدرون ب2.7 مليار مستخدم أي مايقرب من40% من سكان العالم نصيب مصر منهم حوالي30 مليون مستخدم. يتم ارسال حوالي200 مليون رسالة عبر البريد الإلكتروني منهما حوالي150 مليون رسالة إعلانية مزعجة, وكتابة حوالي نصف مليار تعليق علي فيسبوك, والقيام بأربعة ملايين عملية بحث عن معلومات. متوسط الوقت الذي يقضيه مستخدم الإنترنت في العالم هو16 ساعة شهريا. مستخدم الانترنت الذي يقضي30 ساعة في الأسبوع أو4 ساعات في اليوم علي الإنترنت دون أن يتطلب عمله ذلك سوف يظهر عليه أعراض إدمان الانترنت. دقيقة الانترنت تساوي رسالة إعلانية مزعجة, وكتابة حوالي نصف مليار تعليق علي فيسبوك وربع مليون مشترك يبدأ في الدخول علي فيسبوك. ويكيبيديا هي أكبر موسوعة إلكترونية في تاريخ البشرية حيث تضم ما يزيد علي30 مليون مقال في286 لغة. هناك ما يزيد عن مليار مستخدم في العالم لموقع جوحل وخدماته المختلفة, يقومون بإجراء ما يزيد علي3 مليارات عملية بحث يوميا باستخدام محرك جوجل.