تدق مراكز البحث الطبي هذه الايام اجراس الخطر بعد ان تأكد لديها ان ترسانة العلاجات الكيميائية الحديثة لن تنقذ الانسان من اعدائه.. ويعود الحديث الي جهاز المناعة وتقوية خطوط الدفاع المناعية كأمل جديد في صد هجمات وحشية للاعداء البشرية.. واذا كان التكوين الطبيعي للانسان شمل قلاعا تقليدية كما يشرح الدكتور مجدي بدران استشاري المناعة والحساسية وهي الجلد والاغشية المخاطية.. فإن عرق الانسان وحده يتحكم فيه مليوني غدة عرقية بجانب800 مادة سامة تقبع في الدهون داخل جسد انسان العصر الحديث.. هذا العرق وحده يخلص الجسم البشري من كل السموم, وتلعب الاذن والانف والاغشية المخاطية دورا هائلا بإفرازاتها القاتلة للاعداء. الا ان الحديث هذه الايام يشير بشكل خاص الي خلايا اسمها الخلايا الأكولة التي تعتبر مايسترو المناعة وتشكل70% من كرات الدم البيضاء ويتم انتاج هذه الخلايا من النخاع الذي يشغل تجويف العظام. ويعتبر ارتفاع عدد هذه الخلايا انذارا علي وجود عدوي داخل الجسم.. وتقوم هذه الخلايا المدمرة بالتهام الميكروبات بأشكالها.. وتمنع تكاثر اي ميكروب او خلية مرضية بواسطة مادة كيميائية اشبه بالنابالم وهذه الخلايا الاكولة قد تصاب بالنقص ومؤشرات ذلك الاصابة بالعدوي المتكررة والاصابة ببعض الحساسيات الجلدية والخراريج وسوء التغذية والاسهالات المزمنة وبطء نمو جسم الاطفال. ولأهمية هذه الخلايا يتجه العالم الآن كما يضيف د. مجدي بدران الي الوقاية من نقص الخلايا الاكولة بالبعد عن زواج الاقارب. والتغذية الجيدة, الرضاعة الطبيعية, البعد عن الاستخدام العشوائي للادوية خاصة المسكنات والمضادات الحيوية والكورتزونات والاكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطازجة وممارسة الرياضة ثلاث مرات اسبوعيا والنوم الجيد, والبعد عن التوتر, والعلاج المبكر لاي عدوي. ولم يقف الحديث والاهتمام العالمي الان عند الخلايا الاكولة كأحد قلاع جهاز المناعة.. ولكن هناك حقائق مذهلة بدأت تخرج بشكل مكثف تشرح للبشر كيف يمكن حماية جهاز المناعة الطبيعي داخل جسم الانسان وكيف يمكن تقوية هذا الجهاز الرائع.