مع استمرار غموض مصيره حتي الآن, اتهم إدوارد سنودن المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية الرئيس الامريكي باراك أوباما بالضغط علي قادة الدول التي يطلب حمايتها حيث اضطر أمس إلي التراجع عن طلب اللجوء السياسي إلي روسيا المعلق بإحدي مطاراتها منذ أكثر من8 أيام بعدما أبلغته موسكو بأنه سيكون عليه وقف أنشطة تسريب تقارير الاستخبارات الأمريكية. وفي بيان نشره موقع ويكيليكس الإلكتروني, قال سنودن إنه بعد أيام من تصريح أوباما بأنه لن يسمح بأي توافقات دبلوماسية بشأن قضيته, أمر الرئيس نائبه جو بايدن بالضغط علي قادة الدول التي طلب منها سنودن اللجوء لرفض طلباته. وشكا سنودن من أنه رغم عدم إدانته بشيء إلا أنه تم سحب جواز سفره. وأضاف أن إدارة أوباما تتبني الآن استراتيجية استخدام المواطنة كسلاح ووصف ذلك بأنه نوع من الخداع من زعيم عالمي وهي أدوات العدوان السياسي السيئة القديمة. وفي المقابل, وجه الشكر للإكوادور علي دعمها له معتبرا أن هذا البلد هو مثال للعالم في شجاعتها وخص بالذكر فيدل نارفاويز قنصل الإكوادور في لندن الذي ضمن حمايته عندما غادر هونج كونج قبل8 ايام. وفي السياق ذاته, كشف الموقع الشهير أن سنودن طلب اللجوء السياسي في21 دولة بينها روسيا. وأضاف ان سنودن قدم أيضا طلبات لجوء إلي أيسلندا والإكوادور وكوبا وفنزويلا والبرازيل والهند والصين وألمانيا وفرنسا. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن سنودن عدل عن نيته وطلبه البقاء في روسيا بعدما طالبه بوتين بوقف أنشطته ضد الولاياتالمتحدة إذا أراد البقاء في روسيا. وقد أكد الرئيس الروسي أمس الأول أن بلاده لا تسلم أحدا علي الإطلاق لكنه علي سنودن أن يوقف نشاطاته المسيئة إلي شركاء بلاده الأمريكيين أو أن يختار دولة للتوجه إليها. في الوقت نفسه, أعلنت كل من النرويج وبولندا وفنلندا أنه من المرجح أن ترفض طلب سنودن باللجوء إلي أي منها. وصرح زير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي إن وزارته تلقت وثيقة لا تف بشروط طلب رسمي للجوء وحتي إذا كانت قد لبت الشروط فلن يعطيها توصية إيجابية. ومن جانبها, أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن سنودن ما زال مواطنا أمريكيا وله الحق انطلاقا من هذه الصفة بمحاكمة عادلة في حال عودته الي الولاياتالمتحدة. وفي غضون ذلك, طالب أمس الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف مشترك حول المعلومات المتعلقة بقيام واشنطن بالتجسس علي حلفائها. وقد أثار الكشف عن معلومات عن عمليات تنصت ومراقبة هيئات أوروبية قامت بها وكالة الاأمن القومي الأمريكي استياء كبيرا لدي الأوروبيين. وأعلن الاتحاد الأوروبي أمس الأول أنه أخذ علما بالتزام أوباما تقديم كل المعلومات المطلوبة حول برنامج التجسس الأمريكي مكررا تعبيره عن شعوره بالقلق الكبير بهذا الشأن.