في خطوة جادة نحو الاستجابة لأسوأ حركة احتجاجية تواجه البرازيل منذ عقود, تعهدت رئيسة البرازيل ديلما روسيف أمس بالعمل من أجل إقرار'ميثاق وطني' لتحسين الخدمات العامة واستقبال قادة المظاهرات السلمية وممثلي المنظمات الشبابية والنقابات والحركات العمالية إلي جانب الجمعيات الشعبية, مؤكدة أنها ستدعو حكام ورؤساء بلديات المدن الكبري للاتفاق علي ميثاق شامل يهدف إلي تحسين الخدمات, وخاصة النقل العام حتي يحصل المواطن علي خدمة جيدة بأسعار عادلة, وذلك إلي جانب تحسين نظامي الصحة والتعليم. وفي كلمة استغرقت عشر دقائق وبثتها محطات الإذاعة والتليفزيون مباشرة, أشارت روسيف-بعد مرور نحو24 ساعة علي تظاهرات تخللتها اعمال عنف وشارك فيها2.1 مليون برازيلي في الشوارع- إلي أن حكومتها تصغي للأصوات الديمقراطية المطالبة بالتغيير, إلا أنها حذرت من أنها لن تسمح بأن' تلطخ أقلية عنيفة ومستبدة حركة ديمقراطية وسلمية', عبر تدمير' التراث العام والخاص', في إشارة إلي أعمال النهب والتخريب التي جرت قبل يومين علي هامش المظاهرات الحاشدة التي هزت80مدينة برازيلية احتجاجا علي تراجع مستوي الخدمات والأحوال المعيشية والإسراف الزائد لاستقبال مونديال كأس القارات وكأس العالم لكرة القدم في2014. وأشارت روسيف إلي ضرورة مساهمة كافة القيادات الشعبية للاستفادة من طاقتهم وقدراتهم الإبداعية للتحقيق في أخطاء الماضي والحاضر.وشددت علي أن بلادها في حاجة لإعطاء' نفحة من الأوكسيجين' الي' نظامها السياسي' لجعله اكثر' انفتاحا علي تأثير المجتمع' والعثور علي' وسائل اكثر فاعلية لمكافحة الفساد'. وأضافت أنها ستعمل علي تطبيق خطة لاستغلال عائدات النفط لدعم التعليم في البلاد, مشددة علي أنها لن تتسامح مع العنف وأن الشرطة ستعمل علي الحفاظ علي الأمن في البلاد. وشددت روسيف علي أن جيلها خاض صراعا طويلا حتي تسمع الحكومات صوت الشارع وتحترمه, مؤكدة ضرورة عدم اختلاط هذا الصوت مع الضوضاء التي يصدرها المشاغبون والمخربون. وفي رد علي انتقادات المتظاهرين حول النفقات الهائلة لتنظيم بطولة كأس القارات لكرة القدم, أكدت روسيف أن الأموال التي أنفقتها الحكومة علي الملاعب ستسددها شركات وحكومات الولايات التي ستستثمرها وتستفيد منها في المستقبل. وشددت علي عدم إمكانية السماح بإهمال أموال الحكومة الفيدرالية والقطاعات الأساسية مثل الصحة والتعليم. وكانت روسيف قد ألقت خطابها المقتضب أمس الأول لتقطع أياما من الصمت الجزئي, في وقت شهدت فيه نحو30 مدينة برازيلية مظاهرات جديدة محدودة أقل زخما من تلك التي نظمت الخميس الماضي. ولكنها تسببت في إغلاق محاور وطرق مهمة في ساعات الذروة مما تسبب في اختناقات مرورية حادة في مدن ريو وساو باولو وبورتو الليجري. وفي ريو دو جانيرو, انتشرت أعمال التخريب, بينما تجمع عدد من المتظاهرين أمام منزل حاكم الولاية في حي ليبلون الفخم. وفي فالباريزو دي جواياس, أحرق المتظاهرون عشر حافلات بينما وقعت اشتباكات عنيفة مع الشرطة. ومن ناحيته, أكد مدير مكتب الرئاسة جيلبيرتو كارفالو ان السلطات تستعد لاحتمال استمرار التظاهرات خلال الايام العالمية للشباب الكاثوليك وزيارة البابا فرنسيس في نهايةيوليو في ريو. يأتي ذلك في الوقت الذي دافع فيه لويز فيليب سكولاري المدير الفني للبرازيل عن الحكومة البرازيلية التي تواجه حاليا مظاهرات في العديد من المدن احتجاجا علي النفقات الباهظة علي بطولة القارات وكأس العالم2014في وقت تعاني فيه البلاد من غلاء المعيشة والفساد و مشاكل عديدة في البنية التحتية.