في كل صباح أذهب إلى البساتين والحقول المزهرة، أقطف من كل بستان زهرة، لأصنع بها عقدًا أهديه لحبيبتي، فحبيبتي تهوى الزهور والطيور وتعشق الحياة، عندما تبتسم حبيبتي تشرق شمس الوجود، وتغرد العصافير وتتفتح الورود، وإذا غضبت تحتجب الشمس، وتتلبد السماء بالغيوم، أميرتي تحكم مملكتي، تحكم قلبي، حبيبتي من شمسها توضأت، وفي محرابها صليت. إن حبيبتي هي ملكة جمال الكون، عمرها تجاوز السبعة آلاف عام، ولكنها مازالت صبية حسناء تنبض بالحياة والحب والأمل، حبيبتي مصر الميم مقبرة الغزاة، والصاد صانعة الحياة، والراء راكعة ساجدة للإله، كم قهرت من ممالك وإمبراطوريات غزاة، ابتداء من الهكسوس وانتهاء بدكتاتوريين أغرتهم الحياة، اطمئني يا أميرتي فأنا رمسيس، وأنا أحمس، وأنا مينا، أنا خير أجناد الأرض، حبيبتي أنت عبقرية المكان والزمان، وأنت سماحة الأديان، ورمانة الميزان، وواحة الراحة والأمان، أنت هدية الرحمن، أنت المحروسة، القاهرة، الساحرة، الساهرة، القاطرة، ليلك سكون وتأمل وتسابيح، حبيبتي تقدم إليك كثير من الفرسان، منهم من ارتدى عباءة القائد، ومنهم من خلع على نفسه صفة رجل الدولة، ومنهم من جاء يحمل لك الخير، واخترت يا مصر الفارس الأخير بعد لأي وتفكير، فأتمنى يا مصر أن أرى فيه عفة يوسف، وصبر أيوب، وحكمة لقمان، وقوة يحيى، وسماحة عيسى، ورحمة محمد عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام، أريد من فارسك يا مصر أن يؤمن بأن كرامة الإنسان أغلى من اللؤلؤ والمرجان، وأنه لا حياة لجبان، وأن العربي أخو العربي في كل مكان، في ليبيا في سوريا في فلسطين في لبنان في السودان، يقسم بأن يحفظ حدودك، ويستعيد مجدك، ويعرف كيف يستثمر ثرواتك، ويؤمن بأن الاستثمار في البشر مقدم آلاف المرات على الاستثمار في الحجر، أدعو فارسك يا مصر لأن يعيد مكانتك وريادتك، ويطهر أرضك ويصون عرضك، ويجمع المصريين على قلب رجل واحد، وأن يحافظ على وجهك الجميل يا مصر من التشويه، أريد أن أرى فيه يا مصر القوي الأمين. لمزيد من مقالات إسلام عوض