؟ ماتشهده تركيا الآن معناه أن كمال أتاتورك قد خرج من قبره وبعثت معه أفكاره الخاصة بالعلمانية والتي لم تمت أبدا داخل المجتمع التركي الذي هجر حلم الخلافة الاسلامية من اجل الانضمام للاتحاد الاوروبي وقد بدأ أتاتورك حياته مجاهدا وزعيما للإسلام وعندما وصل إلي سدة الحكم دعا عند افتتاح الجمعية الوطنية ان تقام داخل المسجد الكبير في أنقرة لتتلي الصلوات والسيرة النبوية وتذبح الخراف فقد كانت تحلم والدته الصالحة ان يكون ابنها خوجة يدعو الي الله. لقد كان أتاتورك محط أنظار السياسيين والقادة في مصر فقد كان ينظر اليه الزعيم مصطفي النحاس نظرة إعجاب أما السادات فكان يعلق صورته في غرفته عندما كان طفلا صغيرا ومعني أتاتورك في اللغة التركية هي أبو الأتراك. ولكن بعد فترة شهدت حركته السياسية انقلابا تاما علي الدين والذي برره البعض بانه لم يكن عداء للدين الاسلامي بقدر ماكانت حركة قومية ترمي الي النهوض بتركيا وتخليصها من الأغلال التي تكبلت بها وقيدت خطاها باسم الخلافة الإسلامية لكنه كان متطرفا في تحقيق ذلك فقد استبدل الحروف العربية باللاتينية حتي في المصحف والأذان وحرم تعدد الزوجات تحريما باتا وسوي بين الابن والبنت في الميراث وألغي وزارة الأوقاف ومنع الطربوش وغطاء الرأس واستبدلهما بالقبعة لذا كان ينظر إليه الغرب بأنه كان يسعي لتحضر بلاده بينما الكثير يرونه أداة غربية لهدم الإسلام. لقد كان أتاتورك يعتبر الإسلام عاملا هداما لبلاده لدرجة تصميمه علي قانون يجعل تركيا دولة علمانية ليس الدين دينها الرسمي وإلغاء الخلافة والمحاكم الشرعية ففرض العمل بالقانون المدني السويسري والجنائي الايطالي والتجاري الالماني حتي جاءت انتخابات0591 والتي وصفت بالزلزال السياسي ومعلما من معالم التحول في تركيا الحديث حيث سقط أتاتورك وحزبه في أعين شعبه بعد اكتساح الحزب الديمقراطي المعارض الذي كان برنامجه يحمل فقط عودة الأذان باللغة العربية والسماح للأتراك بالحج وتدريس الدين بالمدارس وعودة وتعمير المساجد التي باعها أتاتورك. فهل مايحدث في تركيا الآن هو اشتياق الأتراك إلي زمن أتاتورك؟ ولم تشفع جهود حزب العدالة والتنمية التركي وماحققه من معدلات نمو اقتصادي غير مسبوقة للبلاد بسبب تقنينه لشرب الخمر.. انه درس لحزب الحرية والعدالة المصري حول مايجب ان تكون عليه العلاقة بين الدين والسياسة خاصة بعد انهيار النموذج التركي الذي يعتبر مصدر إلهام لكل الأنظمة التي ترفع الشعار الاسلامي. لمزيد من مقالات نبيل السجينى