إن أسمي ما يصل إليه الإنسان هو الايمان بالله عز وجل, فالايمان هو المفتاح السري لخير يسعي اليه الناس جميعا, والايمان بالله يجعلنا نتيقن حق اليقين بأنه لن يضيعنا أبدا, ايماننا بأنفسنا بأن الله عز وجل قد جعل من بعد عسر يسرا, وإيماننا بالله يجعلنا نصبر علي المحن ولا نتعجل المنح لأن الله دائما معنا إن صدقت النيات, والايمان هو مفتاح الأمن والأمان, فبدون الايمان لا يوجد الأمان, ويحضرني هنا قول الشاعر العظيم محمد اقبال في قصيدته الرائعة( حديث الروح):, إذا الايمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحي دينا ومن رضي الحياة بغير دين فقد جعل الفناء لها قرينا], وبحق فالحياة لا تستقيم بدون الدين.. أي الإيمان بالله, ويأتي في المرتبة الثالثة بعد الايمان ثم الاحساس بالأمان يأتي السعي الي الرزق, ولنا في قصة سيدنا ابراهيم خليل الله عليه السلام أصدق العبر في ذلك, حيث يقول الحق سبحانه في كتابه الحكيم في سورة ابراهيم ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون, فقد ذكر الحق سبحانه اقامة الصلاة أولا وهي الدلالة علي الايمان بالله ثم دعاء ابراهيم الله عز وجل بأن تهوي الي تلك الأرض الجرداء أفئدة من الناس ليقيموا هناك مع أهل ابراهيم عليه السلام, وهنا يبرز معني الشعور بالأمان بتلك الجيرة المؤمنة, وأخيرا يدعو ابراهيم ربه بأن يرزقهم جميعا من الثمرات أملا منه في أن يشكروا الله علي نعمائه. د. حسام الدين سلطان بورسعيد