مالبث انقطاع الكهرباء يضرب انحاء البلاد, حتي تجددت المخاوف من تكرار معاناة المرضي في الصيف الماضي بدءا من اجراء الكشف علي اضواء التليفونات المحمولة وحتي توقف عمل اجهزة الغسيل الكلوي والتنفس الصناعي والحضانات, والسؤال: هل تتكرر تلك المآسي هذا الصيف خاصة ان أزمة الكهرباء حلت مبكرا, وصدقت بالفعل توقعات الوزارة بصيف مظلم؟! الدكتور محمد مصطفي حامد وزير الصحة والسكان قال في تصريحات صحفية إن وزارته قامت بارسال منشور يطالب مديري المديريات الصحية بالتحقق من وجود المولدات الكهربائية والتأكد من صيانتها لتقوم بدورها بمجرد انقطاع الكهرباء, واضاف أنه سيتم تشكيل لجنة فنية للمرور علي الوحدات الصحية للتأكد من سلامة المولدات الكهربائية لديها. لكن هل يعني ذلك أن المستشفيات أصبحت مستعدة بالفعل؟! غياب الصيانة الدكتور علاء المهدي عمل في أكثر من مستشفي حكومي وخاص يري ان المشكلة تتركز في المستشفيات الخاصة الصغيرة التي تقل عن100 سرير حيث لايشترط القانون وجود مولد كهربائي بها لمنحها الترخيص, كتلك المستشفيات التي تكون عبارة عن طابق في عمارة سكنية, ولذلك لابد من تعديل القانون, كذلك هناك خطر من المستوصفات الصغيرة التابعة للمساجد, فرغم انها قد تجري بعض العمليات الجراحية, إلا انها لاتستطيع شراء مولد لتكلفته الباهظة بالنسبة لمواردها, اما بالنسبة للمستشفيات التي تزيد عن100 سرير, فهي ملزمة بشرائه حتي تحصل علي الترخيص. وبالنسبة للمستشفيات الحكومية فقد يكون المولد موجود شكلا لكنه لايعمل او بحاجة الي صيانة وانقطاع الكهرباء في هذه الحالة يضر بأقسام العمليات الجراحية والعناية المركزة والحضانات وثلاجات اكياس الدم التي تصبح غير صالحة. دينا علي- طبيبة في مستشفي اسيوط العام- وكانت تعمل سابقا في وحدة ريفية في مركز' ساحل سليم', وتقول' الامر في اسيوط مختلف, فعندما كان يتم قطع الكهرباء عن الوحدة كنت اتصل فورا بالاعطال وابلغهم انهم سيكونون المسؤولون عن فساد التطعيمات وغيرها من المواد التي يتطلب حفظها في درجة حرارة معينة, فيتم اعادة الكهرباء للوحدة فقط دون المنطقة, اما المستشفي فلديها مولد يعمل اتوماتيكيا بمجرد انقطاع الكهرباء', وتلفت دينا النظر الي انه في حالة حدوث اي مكروه للمرضي, فلن يرحم الاهالي العاملين بالكهرباء, حيث انهم معروفون بحكم المجتمع الريفي المحدود. المشكلة في الأقاليم علي الجانب الاخر, أكد الدكتور عبد الحميد أباظة مساعد اول وزير الصحة انه تم الانتهاء من حصر المنشآت الصحية الحكومية التي لاتمتلك مولدات كهربائية, وتبين انها تنحصر في01% فقط, وتتركز في مراكز طب الاسرة والوحدات الصحية في الاقاليم وجار تزويدها بمولدات, وهي غالبا لايتم بها اجراء عمليات جراحية. ولايتوقع اباظة حدوث مشكلات في المستشفيات هذا الصيف بسبب انقطاع الكهرباء, مشيرا الي ان المستشفيات الكبيرة كلها مجهزة ومولداتها قادرة علي تشغيل الاقسام الحيوية كالعناية المركزة والعمليات الجراحية, ويضيف أباظة غالبا يكون للمستشفيات مصدران للكهرباء من إحياء مختلفة, فمستشفي أحمد ماهر مثلا لديها خطان, الاول من حي السيدة زينب والآخر من الدرب الأحمر, بحيث لو انقطعت الكهرباء في خط, تعتمد علي المصدر الثاني, كذلك بالنسبة لمعهد ناصر, فلديه خط من شبرا وآخر من الساحل, اما بالنسبة للمستشفيات الخاصة فهناك حملات من ادارة التراخيص الطبية تمر بشكل دوري للتأكد من توافر المولدات, وإلا تلزم المستشفي بشراء واحد صغير يكفي علي الاقل لتشغيل الاقسام الحيوية وإلا سيتم اغلاق المستشفي. وحول امكانية استثناء المستشفيات اصلا من عمليات تخفيف الاحمال, اوضح اباظة ان الكهرباء أفادتهم بأن ذلك غير ممكن عمليا, فعندما يتم تخفيف الاحمال في منطقة لايتم التفريق بين منزل او مستشفي المولد شرط الترخيص اما بالنسبة للمستشفيات الخاصة, يؤكد الدكتور صابر غنيم مدير الادارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والتراخيص انه لايمكن حصول مستشفي خاص علي ترخيص إلا اذا كان يمتلك مولدا, خصوصا تلك التي تجري بها عمليات جراحية او لديها حضانات او اجهزة غسيل كلوي, لكن قد يحدث لاحقا ان يتم التخلص منه او بيعه او ان يتعطل, وفي هذه الحالة اذا وردت لهم شكوي من مواطن تضرر بسبب انقطاع الكهرباء عن المستشفي, يتم ارسال لجنة للتحقق من الامر, والزام المستشفي بشراء مولد او اصلاحه في حال تعطله. لكن هل يجب الانتظار حتي ترد شكوي أو يتضرر مواطن؟؟ د. غنيم يبرر ذلك قائلا لدينا180 ألف منشاة علاجية خاصة علي مستوي الجمهورية وحتي يتم التفتيش عليها جميعا سيكون نصيب كل منشأة مرة واحدة لا أكثر خلال العام, وبمجرد ورود اي شكوي نتحرك لبحثها علي الفور, واذا تأذي مواطن من انقطاع الكهرباء اثناء علاجه نبحث سبب الخطا سواء كان في التجهيزات, وفي هذه الحالة تتدرج العقوبة وتصل الي غلق المستشفي حتي يتم استكمال التجهيزات, وقد يكون خطأ من الطبيب, واطالب كل مريض يتعرض لمشكلة بسبب انقطاع الكهرباء بأن يتقدم بشكوي لنا علي الفور, لانها الطريقة الوحيدة لكشف المستشفيات المخالفة.