شهد المجلس الأعلي للثقافة ندوة عن مستقبل الإبداع الفني في مصر, استضافت كلا من د.شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق,والمفكر د.مراد وهبة, وأدارها د. أحمد عطية. في البداية قال د. وهبة إن الأصولية الدينية نشأت مع بداية القرن العشرين في جميع الأديان علي الكوكب, رافضة إعمال العقل في النص الديني, وأي تأويل عقلي له, ووصمت من يفعل ذلك بالكفر, كما حدث مع ابن رشد. وأوضح وهبة أنه توقف عند الإبداع وهو يتحدث عن الأصولية الدينية والانهيار الثقافي لأن الحضارة إنما نشأت من الإبداع, وقد حدث التغيير مع إبداع الإنسان في التكنيك الزراعي.. فإذا كانت الحضارة نشأت بالإبداع, فإن أي تدهور للحضارة يكون سببه تدهور الإبداع. وأضاف وهبة أن الإبداع مرتبط عضويا بإنسانية الإنسان, وإذا توقف الإنسان عن الإبداع يكون قد توقف عن إنسانيته.. الدكتور شاكر عبد الحميد قال في كلمته إن في علم النفس أكثر من90 تعريفا للإبداع.. ولكن عملية الإبداع تحتاج إلي المبدع والمجتمع المتلقي والناتج عن هذا الإبداع. وإسقاطا علي الواقع أشارعبد الحميد إلي أن ثمة عددا من العوامل غيابها دليل علي أن الثورة لم تنجح بعد, منها الحرية الفردية والجماعية وحرية التفكير والإبداع, ومرونة وانفتاح النظام السياسي وقابليته للنمو, والتعامل بكفاءة مع التغيرات الثقافية, ومنها كذلك توفير الفرص للإبداع. وقال شاكر: لقد أصبحنا غرباء في وطننا, أو ربما أصبح الوطن غريبا عنا!.. الغربة حالة عامة موجودة في العالم ربما ربطها المنظرون الغربيون بمرحلة الحداثة وما قبل الحداثة بشكل مباشر.. لكن لكن الإحساس بالغربة والغرابة كما في الأدبيات ربما لا يفسر لنا ما نحن فيه, هذا الانزعاج مما نري في شوارع مصر من الدماء وانعدام المعايير..وختم د. شاكر عبدالحميد قائلا: أري حالة من حالات الألفة والتعايش مع هذه الأشياء غير المألوفة!, وهذه غرابة, أن نتعامل مع الغريب وكأنه مألوف.. الغرابة من الممكن أن تكون مولدة للإبداع وللجميل, ومن الممكن أيضا أن تولد الرعب والفزع.