كشفت دراسة بحثية أجريت بطب عين شمس, وتم نشرها في مجلة أرشيف لأمراض النساء والتوليد الألمانية الدولية, ارتفاع نسبة الإصابة بالميكروب الحلزوني في حالات القئ المستعصي بين الحوامل والذي ينتقل بالعدوي من الطعام الملوث, وتنصح الدراسة بتوخي الحذر في تناول أطعمة من خارج المنزل لتجنب الإصابة بالميكروب خاصة في الحوامل, وضرورة إضافة الكشف عن الميكروب الحلزوني كأحد مسببات القئ المستعصي في أثناء الحمل. ويوضح الدكتور إيهاب حسن نشأت أستاذ الأمراض الباطنة والجهاز الهضمي بطب عين شمس ومدير وحدة الباطنة العامة بمستشفي عين شمس التخصصي أن الميكروب الحلزوني من الميكروبات التي نجدها كثيرا في المرضي في مصر, وهناك عدة أنظمة علاجية متعارف عليها دوليا لعلاجه ونطبقها هنا في مصر, ولكن بعض هذه الأنظمة غير آمن للحوامل خاصة في الشهور الثلاثة الاولي, ورغم أن عددا من الأشخاص, سواء كانوا رجالا أو نساء أو أطفالا, قد يصابونبالميكروب ويظل كامنا دون أعراض, إلا أن بعض الحالات قد تظهر عليها الأعراض مثل قيء وآلام في أعلي البطن, تتطور الي قرحة أو عدة تقرحات مزمنة بالمعدة و الأثني عشر, وفي الحامل, نظرا لنقص المناعة نسبيا لديها من الممكن أن يتحول الميكروب الساكن الي نشط لأول مرة أثناء الحمل ويزيد من أعراض الغثيان والقئ لديها, والقئ لفترات طويلة يهدد حياة اي شخص, وخاصة الحوامل والأطفال, لأن استمرار فقد الجسم للسوائل بشكل مستمر ودائم لفترات طويلة مع عدم الاحتفاظ بأية أطعمة ليهضمها الجسم ويستفيد منها تؤدي إلي الجفاف واضطراب نسبة الصوديوم والبوتاسيوم بالدم, وهو ما ينبغي ان يكتشفه الطبيب بالفحص الاكلينيكي وتحليل الدم, وعندها يتم حجز الحالة بالمستشفي فورا لتعويض السوائل والتغذية الوريدية لحين اكتمال الفحوصات و إعطاء العلاج المناسب وهذا ينطبق علي جميع حالات القئ المستعصي أثناء الحمل أو حالات القئ الحاد بوجه عام. وتشير الدكتورة غادة منصور أستاذ مساعد أمراض النساء والتوليد بطب عين شمس, عضو فريق البحث, إلي أنه تم استبعاد الأسباب الأخري المسببة للقيءالزائد اثناء الحمل مثل الحمل العنقودي أو التوائم, وذلك بالفحص بالموجات فوق صوتية لجميع الحالات, موضحة ان القئ اثناء الحمل من الأعراض المتعارف عليها ويتم السيطرة عليها علاجيا, ولكن هذه الدراسة تتناول حالات القئ المستعصي بوجه خاص, وهي الحالات التي استعصي علاجها دوائيا واستمرار القئ الحاد يشكل خطورة عليها.