أكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية عمر عامر أن تحرير الجنود المختطفين جاء دون أية مساومة أو تنازلا ت أو صفقة أو وعود مع أي طرف. . وشدد علي أن قرار الدولة من اللحظة الأولي كان يتمثل في ضرورة سرعة تحرير المختطفين وبذل كل الجهود من أجل ضمان سلامتهم. وقال المتحدث في مؤتمر صحفي مشترك بين الرئاسة والشرطة والجيش إن الرئاسة شكلت لجنة ثلاثية علي أعلي مستوي من القوات المسلحة والشرطة وجهاز المخابرات العامة, حيث وضع هؤلاء الأبطال خريطة طريق كاملة لإدارة الأزمة تمثل رؤية واحدة تبنتها جميع المؤسسات كل من موقعه. وأضاف: لقد عمل الأبطال في مراحل متتالية كان فيها رجال الشرطة والمخابرات إلي جوار القوات المسلحة في عمل وطني مشترك ثم جاءت الأنباء السارة بتحرير جميع الجنود دون إصابة واحدة.. وكان لأبطال المخابرات الحربية المشهد الختامي والمشرف. وأشار إلي أنه من المهم في هذا السياق أن نؤكد للشعب المصري أن تحرير جنودنا جاء دون أية مساومات أو تنازلات أو مفاوضات مع أحد ودون أية صفقة أو وعود مع أي طرف..وحفاظا علي هيبة الدولة ومؤسساتها عاد جنودنا بفضل الله.. وإنجازات الرجال في الجيش والشرطة والمخابرات. وقال: إننا إذ نهنئ عائلات الجنود والشعب المصري العظيم, فإننا نأمل أن يقوم المخلصون من أبناء الوطن بمبادرة لجمع السلاح من سيناء, بما يسهم أيضا في إطلاع الشرطة المدنية بمهامها في حفظ الأمن والنظام. وأشاد بأبناء الوطن في سيناء من القبائل والعائلات والأفراد والذين كان لهم دور تاريخي مجيد في زمن الحرب وفي زمن السلم. وقال فهمي: إن رئاسة الجمهورية ومؤسسات الدولة جميعا تدعو إلي مواصلة الجهود وتهيئة المناخ العام لإنجاز مشروع تنمية سيناء. ومن جانبه, أكد العقيد محمد أحمد علي المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة خلال المؤتمر الصحفي استمرار العملية الأمنية التي أطلقت في سيناء منذ شهر أغسطس الماضي..قائلا: إن عملية تحرير الجنود في سيناء كانت هدفا مرحليا تم تحقيقه وهناك مراحل أخري لابد من تحقيقها في سيناء خلال المرحلة المقبلة. وردا علي سؤال حول هوية الخاطفين, قال المتحدث: إن طبيعة الأشخاص الذين قاموا بعملية الاختطاف محددة وهناك معلومات عنهم وسيتم الافصاح عنها خلال الفترات المقبلة. وقال إن أحد الأسباب المهمة التي أدت لنجاح عملية تحرير الجنود المختطفين أن المخابرات الحربية نفذت خطة محكمة من الخداع الاستراتيجي والسيطرة الإعلامية بحيث تعمدت إذاعة أنباء متضاربة حول سير العمليات الأمنية في سيناء, لإحداث ارتباك معلوماتي متعمد حتي يتم التمويه علي الخاطفين وتضليلهم. ودعا العقيد علي- في تصريح له عقب الانتهاء من المؤتمر الصحفي المشترك- وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وتوجهاتها بالتحلي بالمسئولية الوطنية عند الحديث عن التحركات الخاصة بالقوات المسلحة. وقال المتحدث إن القوات المسلحة تعمدت عدم إصدار أي بيان رسمي واحد خلال الفترة الماضية لإحداث نوع من الإرباك في صفوف الخاطفين. وحول إمكانه تعديل اتفاق كامب ديفيد الذي يسمح بوجود فراغ أمني علي الشريط الحدودي والمنطقة ج والذي تسبب في هذا الحادث, قال العقيد أحمد علي إن هناك ترتيبات أمنية وفق اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل وهناك أيضا أجهزة تسمي أجهزة اتصال موجودة علي الشريط الحدودي من الجانبين لتنسيق أي أنشطة عسكرية موجودة علي الجانبين سواء في المنطقة أ أو ب أو ج أو د..مشيرا إلي أن هناك تنسيقا مع الجانب الإسرائيلي لزيادة حجم القوات في سيناء. وبشأن دور المشايخ في أزمة الجنود, أعرب المتحدث عن شكر القوات المسلحة لشيوخ وعواقل وأبناء سيناء بشأن تعاونهم مع المخابرات الحربية في أزمة الجنود..مؤكدا في الوقت نفسه أن حماية أمن وسلامة أبناء سيناء ظل هدفا خلال جميع عمليات القوات المسلحة..ومشددا علي أن القوات المسلحة مستمرة في هدم الانفاق بين مصر وقطاع غزة. من جانبه, قال اللواء هاني عبداللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية إنه منذ اختطاف الجنود تم إعداد غرفة عمليات مشتركة مع القوات المسلحة شارك خلالها من وزارة الداخلية اللواء أحمد حلمي مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة الأمن العام, واللواء خالد ثروت مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن الوطني, واللواء أشرف عبدالله مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي, واللواء سيد شفيق مدير المباحث الجنائية بقطاع مصلحة الأمن العام مع مختلف أجهزة القوات المسلحة وذلك لتحرير الجنود. وقال: إنه بعد ذلك تم التنسيق ووضع المعالم الرئيسية لتحرك واحتمالات التعامل مع أزمة الجنود وتصاعدها وتحديد منطقة العمليات التي تقع بين منطقة الشيخ زويد ومدينة رفح وبعد ذلك تم تحديد العناصر مرتكبة تلك الجريمة, وفي خلال72 الأخيرة تم تنفيذ الخطة الأمنية بكل مراحلها. وأشار إلي أنه قاموا بدفع100 مجموعة قتالية لتحرير الجنود و30 مدرعة من رجال العمليات الخاصة وقوات الأمن المركزي الذين تصدروا المواجهات وتم أيضا الانتشار الأمني بكثافة في تلك المنطقة وتطويق وفرض حصار علي الطرق المؤدية إلي منطقة العمليات ودوريات علي الطرق. وأضاف أن الجهود التي بذلت من أجل تحرير الجنود والمحافظة علي حياتهم تمت بنجاح ولكنها ليست النهاية, لأن العمليات الأمنية في سيناء ستستمر والانتشار الأمني سيظل موجودا سواء من الشرطة أو من القوات المسلحة.