سبعة أيام متواصلة والجميع في انتظار اللحظة الحاسمة للإفراج عن الجنود المختطفين, وخلال42 ساعة فقط من حصار القوات المسلحة والمخابرات الحربية والعامة والشرطة للخاطفين, تم الإفراج عنهم دون إراقة للدماء أو تقديم تنازلات. الأهرام ترصد الساعات الحاسمة, التي دارت خلالها ملابسات الإفراج عن الجنود المصريين. في البداية, أكد مصدر عسكري أن القوات المسلحة تمكنت من تنفيذ خطة خداع استراتيجي محكمة, كانت تهدف لإرباك الخاطفين واستعادة الجنود السبعة المختطفين بشمال سيناء, من خلال قيادة عمليات عسكرية في نطاقات مختلفة تماما عن أماكن وجود الجنود الحقيقية. كما قامت بعمليات ميدانية في رفح والشيخ زويد وصلاح الدين, للتمويه وإبعاد الأنظار عن العملية الأساسية التي كانت تتم في وسط سيناء, موضحا أن مشايخ القبائل بالتنسيق مع المخابرات الحربية رفضوا استقبال الخاطفين في أي مكان بسيناء, الأمر الذي دفعهم الي التوجه الي منطقة الوسط الصحراوية المكشوفة لطائرات المراقبة الجوية وعمليات الاستطلاع, مما أدي الي انكشافهم والفرار, بعد ترك الجنود في الصحراء. وأضاف أن الخاطفين تركوا الجنود السبعة المختطفين في صحراء وسط سيناء وفروا هاربين, بعد ملاحقات مستمرة من القوات المسلحة لهم, بعد أن قامت القوات المسلحة والشرطة المدنية بعمليات في منطقة شمال سيناء, وتحديدا في أماكن الجورة وصلاح الدين, والشيخ زويد ورفح, بينما كانت تسير العملية الحقيقية لملاحقة الخاطفين في جبال وسط سيناء, بعد تركهم منطقة الجورة بالشمال, في اتجاه الوسط, حيث الجبال المرتفعة وأماكن الانكشاف للقوات وعناصر المخابرات الحربية, التي كانت تتابع الموقف بحرص شديد. وأشار الي أن القوات المسلحة تمكنت من السيطرة علي نحو02 بؤرة إجرامية كان الخاطفون يستخدمونها في الاختباء, خلال الأيام الماضية, وسط عمليات كر وفر مستمرة, مع القوات المسلحة. وأكد المصدر أن القوات المسلحة أغلقت كل المنافذ الموجودة بمنطقة وسط سيناء, التي كان يوجد بها الخاطفون, وضيقت الخناق عليهم, بعد محاصرة استمرت ليوم كامل, حيث لاذ الخاطفون بالفرار وتركوا المجندين خوفا من بطش القوات بهم. من جانبه, علق اللواء نصر موسي الخبير الاستراتيجي, علي اطلاق سراح الجنود المصريين قائلا: إن جهود القوات المسلحة وجهاز المخابرات الحربية, وحسم اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني وشيوخ القبائل, وأيضا مساعدة الشرطة المصرية, كانت وراء عودة الجنود سالمين, حيث كانت وجهة نظر القوات المسلحة التي أعلنتها منذ البداية ان الخاطفين لن يسلموا أنفسهم إلا اذا شعروا بقوة الجيش وجديته. وما حدث للجنود أعتبره فرصة لتكملة تمشيط وتطهير سيناء والقبض علي المختطفين والإرهابيين, وأخذ جزائهم بشكل رادع حتي لا تسول لأي شخص نفسه أن يكرر ما حدث مرة ثانية. وقال اللواء سميح بشادي مدير أمن شمال سيناء, إن الجنود كانوا محتجزين في منطقة صحراوية بمنطقة لاحفن التي تبعد عن العريش مسافة51 كيلومترا, وقد تمكنا من تحريرهم بعد محاصرتهم محاصرة كبيرة بقوات أمنية ضخمة دون أن نقدم أي تنازلات للخاطفين. وأضاف أن الأجهزة الأمنية مستمرة في تطهير سيناء من جميع البؤر الإجرامية, وأنه لا تهاون علي الاطلاق مع كل من تسول له نفسه العبث بأرض مصر, مشيرا الي أن من حق كل مواطن في شمال سيناء أن ينعم بالأمن والأمان وهذا دورنا وسنحققه له. وأوضح أن الأمن يلاحق الجناة ملاحقة عنيفة للقضاء علي جميع البؤر الإجرامية ونزع الأسلحة التي يمتلكها الأفراد بالمناطق الجبلية, مشيرا الي أن الأجهزة الأمنية تشكر أبناء سيناء المخلصين من مشايخها وعواقلها والذين لم يترددوا لحظة وكعادتهم في مساعدة رجال الأمن بسيناء. وفي سياق متصل, شرح مصدر أمني من داخل العمليات الطريقة التي تم الإفراج بها عن الجنود, بقوله إن الخطة الأمنية سارت في عدة اتجاهات متوازية, وكان هدفها الأول تحرير الجنود بأقل الخسائر الممكنة ودون اراقة دماء, وأشار الي أن5 طائرات عسكرية كانت تقوم بتمشيط المنطقة الصحراوية بسيناء بالكامل, مع الدفع بالعديد من الأفراد والمعدات الي منطقة الانفاق برفح وعلي امتداد41 كيلومترا, لضمان عدم تهريبهم الي قطاع غزة, وبعد تحديد أماكن الجناة تم الدفع بخمس مدرعات عسكرية وعدد من أفراد الصاعقة بمنطقة صلاح الدين, ومنطقة جنوب الشيخ زويد والجورة لمحاصرة الخاطفين, واجبارهم علي التراجع. وأوضح أن الجناة حاولوا تضليل رجال الأمن للهروب بالجنود الي مناطق أخري عندما قامت مجموعة مسلحة بإطلاق نار كثيف علي قطاع الأمن المركزي بمنطقة الأحراش, بهدف لفت نظر القوات الأمنية الي هذه المنطقة, إلا أن القوات الأمنية لم تلتفت إليهم والي هذه المنطقة وعلمت أن ما يدور مجرد سيناريو, فاستمرت في محاصرتهم جنوب مدينة العريش, مما أجبرهم لترك الجنود بمنطقة صحراوية تسمي منطقة لاحفنولاذوا بالفرار محتمين بالمناطق الجبلية, وقام الجنود بتسليم أنفسهم لأقرب نقطة عسكرية.