أطلق عليها البعض وصف' اللؤلؤة السمراء' والبعض الآخر نعتها ب' جنيفر لوبيز العرب', إنها أمل بشوشة فنانة جزائرية التي لمعت نجوميتها قبل تخرجها من برنامج' ستار أكاديمي', وخلال سنوات قليلة استطاعت أن تحقق مكانة خاصة بين نجمات جيلها حين انطلقت كشهب يشق صدر سماء الفن العربي, لكنها بصبر وحنكة ولباقة غيرعادية في هضم أسس التجسيد الدرامي ما مكنها من الحصول علي موقع مميز علي خريطة الفن العربي غناء وتمثيلا, وذلك لأنها تتعامل مع موهبتها بحب لا ينقصه الاحترام, وثقة لا ينقصها الذكاء, وهي المسكونة بطاقة إبداعية طاغية وبموهبة مشرقة بدت واضحة منذ أول إطلالة لها في مجال التمثيل, من خلال بطولتها لرائعة أحلام مستغانمي' ذاكرة الجسد' أمام النجم السوري الكبير جمال سليمان, وبعد نجاحها في هذا المسلسل توالت بطولاتها للعديد من الأعمال الفنية السورية منها:' جلسات نسائية',' زمن البرغوت',' الولادة من الخاصرة', وهذه الأيام تخوض تجربة الدراما المصرية لأول مرة من خلال مسلسل' تحت الأرض' إخراج حاتم علي. عن هذا العمل ورؤيتها لمصر بعد ثورة25 يناير كان ل' نجوم وفنون' هذا الحوار. أمل في بداية حوارنا معك يهمنا معرفة هل هذه أول زيارة للقاهرة؟ ضاحكة للأسف نعم, رغم أنني ومنذ طفولتي كان لدي حلم تشاركني فيه والدتي أن نحضر سويا للقاهرة ونزور الأهرامات, ورسمنا صور كثيرة للقاهرة من خلال مشاهداتنا للأفلام والمسلسلات المصرية, وعندما حضرت للقاهرة وبعد يومين فقط شعرت إنني في بيتي. أحيانا يرسم الشخص منا صورا ولوحات جميلة في الخيال لأشخاص وأماكن يحب ويتمني مشاهدتها, لكنه عندما يشاهدها في الواقع تنتابه صدمة ما, هل حدث هذا عندما شاهدتي القاهرة لأول مرة خاصة بعد ثورة25 يناير؟ بابتسامة هادئة قالت: هذا صحيح لكن بالنسبة للقاهرة ظهرت لي أجمل من الخيال. ما الذي لفت نظرك في القاهرة حتي الآن ؟ طيبة الشعب المصري, فلم أكن أتخيل أن أجد كل هذه الطيبة في أي مكان أذهب إليه, وليست الطيبة وحدها فقط, لكن أيضا الابتسامة الودودة والترحاب. تخوضين تجربة الدراما المصرية لأول مرة من خلال بطولتك لمسلسل' تحت الأرض' تأليف هشام هلال, إخراج حاتم علي, ما ظروف اشتراكك في هذا العمل المقرر عرضه في شهر رمضان المقبل؟ أثناء مشاركتي في الإعلان عن توزيع الجوائز في' مهرجان تايكي' بالأردن في نهاية شهر نوفمبر الماضي, تعرفت بالمصادفة البحتة علي منتجة المسلسل' دينا كريم' التي كانت تجلس معي علي نفس المائدة, والتي عرفت من خلال حديثنا أنها منتجة مسلسل' الطرف الثالث', وعلي الفور أبلغتها إعجابي بالمسلسل الذي شاهدته أكثر من مرة, نظرا لمهارة وتمكن كل فريق عمله, حيث شعرت أن كل واحد من فريق عمل هذا المسلسل بطل في دوره, ويومها عرضت علي العمل في الدراما المصرية, وأبديت لها ترحيبي الشديد بشرط أن أجد العمل المناسب, وبعد مرورعدة أسابيع أرسلت لي سيناريو مسلسل' تحت الأرض', الذي نال إعجابي الشديد وبقوة دخلت عالم الدراما المصرية. ما الذي نال إعجابك في سيناريو المسلسل؟ قصته الشيقة من ناحية وتشابك الأحداث من ناحية أخري, فكل شخصية تكمل الأخري, فضلا عن كونها مكتوبة بمهارة شديدة, أيضا لكل' كاركتر' ملمح خاص به,يميزه عن باقي أبطال المسلسل, كما أني وقعت في هوي كل شخصيات العمل وليس فقط الشخصية التي أجسدها. لماذا تتكتمين الحديث عن دورك ولا تبوحين بأسراره؟ لأن المسلسل تدور أحداثه في إطار إثارة وتشويق, والحديث عن دوري سيكشف الأحداث, ولهذا حذرتنا الشركة المنتجة من الحديث عن أدوارنا, حتي لانفقد عناصر تشويقه وإثارته, لكن أستطيع أن أقول لك أن دوري مليء بالتحديات والتعقيد, فهو دور صعب ومعقد, ولقد سعدت به جدا لأنه سيدخلني الدراما المصرية من أوسع أبوابها, وهذا حلم طالما روداني منذ تطلعي نحو عالم التمثيل. قلتي أن الدور مليء بالتحديات ما أهم التحديات الموجودة في الدور؟ بضحكة مجلجلة قالت: لا تحاول بذكاء أن تعرف مني شيئا عن دوري, لكن التحديات أهمها أن الدور جديد تماما, ومختلف عن كل الأدوار التي لعبتها منذ احترافي التمثيل قبل ثلاث سنوات, والتحدي الأكبر هو حديثي باللهجة المصرية. هل وجدت صعوبة في التحدث باللهجة المصرية؟ إطلاقا لأنها موجودة داخل كل عربي, في عقله الباطن, فقط هي تريد من يوقظها من سباتها العميق, فلا تنسي أن اللهجة المصرية غزت بيوت كل العرب بسبب السينما والموسيقي والغناء المصري, فقد نشأنا جميعا علي السينما والدراما المصرية, وأصوات: أم كلثوم, عبدالحليم حافظ, شادية, ليلي مراد وغيرهم من عمالقة الفن المصري والعربي, والسبب الثاني المهم الذي يجعل اللهجة سهلة بالنسبة لي أنني تدربت عليها قبل بدء التصوير, فضلا عن أن المناخ المحيط بي الآن كله يتحدث باللهجة المصرية, وأنا بطبعي اجتهد وأحاول ان أتعلم من أخطائي, ولا أغضب إذا أخطأت, بل أحاول الإستفادة من كل الذين حولي. ألا ترين أن وجودك في الدراما المصرية بعد نحو ثلاث سنوات فقط من بداية دخولك التمثيل مغامرة كبري؟ بضحكة هادئة قالت: لا أراها مغامرة, ولكنه تسلسل منطقي جدا, فبعد ثلاث مواسم رمضانية في الدراما السورية كان طبيعيا أن أتواجد في الدراما المصرية, وهذا التسلسل هو الذي كان في ذهني منذ بداية احترافي التمثيل, وكنت أتمني أن يحدث من خلال دور مهم وقوي, والحمد لله ما توقعته حدث, وهذا المسلسل تحديدا جاء في وقته المناسب, والدور أرضي طموحي وأكثر!. أمل: هل تتابعين الدراما المصرية أم تمرين عليها مرور الكرام؟ بالتأكيد أتابع الدراما المصرية مثلي مثل كل مواطن عربي بغض النظرعن عملي كممثلة, فكما ذكرت لك في بداية حواري أن الدراما المصرية في ذاكرة كل عربي, وقبل عملي بالفن كنت أتابع بالمصادفة, وإذا لم يعجبني عملا أغير بالريموت كنترول إلي محطة أخري, لكن بعد احترافي العمل الفني بدأت أتابع كل شيء بشغف بغض النظر عن مستواه, حيث أعتبر نفسي تلميذة صغيرة في مدرسة الفن, ومن واجبي أن أتابع كل شيئء حتي أتعلم. تردد كلام كثير عن ترشيحك لتجسيد شخصية المطربة الكبيرة ورده في مسلسل يتناول قصة حياتها؟ هذا شرف كبير لي, وحلم من أحلامي حياتي الفنية, وبالمناسبة هذا الكلام نشر عن طريق مسابقة علي أحد المواقع عن أفضل فنانة تستطيع تجسيد حياة وردة, وتم ترشيح عدة فنانات وكنت من بينهم, ونظرا لأنني جزائرية وعشت مثلها فترة في باريس, وأمثل وأغني, فمعظم الأصوات كانت من نصيبي, لكن هذا مازال كلاما لم يترجم علي أرض الواقع لفعل, وأعتقد أنه لا يصح أن نتحدث عن مثل هذه المشاريع الفنية حول حياة هذه السيدة العظيمة وجرح أولادها ما زال أخضرا, فلم يمر إلا عام واحد فقط علي رحيلها. ما الجوانب التي تحبين إلقاء الضوء عليها في حياة ورده؟ الجوانب الخفية الغير معلنة للناس, مثل فترة طفولتها وصباها في باريس, وتنقلها بين باريس ولبنان وسوريا ومصر, وطريقة تفكيرها, وكيف صنعت إسمها ونجاحها, يهمني أن يري الناس ورده الإنسانة. عملتي كمذيعة وقدمت برنامجين, وغنيتي, وقمت ببطولة العديد من المسلسلات الدرامية أيهم وجدت نفسك فيه أكثر؟ لا أعتبر نفسي مذيعة, لكني أعتبر البرنامجين اللذين قدمتهما في بداية مشواري نوعا من التدريب علي مواجهة الكاميرا, وقدمتهما بطريقتي كأمل بشوشة, والحقيقة إنني أحب اختبر كل الأشياء واستفيد منها,لأنني أري أن الإنسان يجب أن يستفيد من أي تجربة يدخلها, أما التمثيل والغناء فهما حياتي وأعتبرهما شيئا واحدا لا ينفصلان عن بعضهما.