القصف الذي قامت به الطائرات الحربية الإسرائيلية منذ عدة أيام علي موقع داخل الأراضي السورية يرجح أنه مركز أبحاث عسكرية ليس الأول بل هو الثاني خلال اسبوع واحد، وتعللت إسرائيل بأن عدوانها يهدف لمنع وصول أسلحة إيرانية إلي حزب الله عن طريق سوريا بينما وصفت دمشق الغارة بأنها بمثابة إعلان حرب. وهذه الغارة واحدة من سلسلة اعتداءات متكررة ففي5 أكتوبر عام2003 وبعد ساعات من تفجير سيدة نفسها في مطعم مكسيم بحيفا وسقوط21 قتيلا جراء هذا التفجير, قام سلاح الطيران الإسرائيلي بأول غارة علي الأراضي السورية منذ حرب اكتوبر73 الهدف الذي تم قصفه كان معسكرا لتدريب أعضاء الجهاد الإسلامي وحركة حماس في منطقة عين الصاحب علي بعد15 كيلوا متر شمال غرب العاصمة السورية دمشق, حيث قامت طائرات إف16 باختراق المجال الجوي السوري في الثالثة فجرا وقامت بعملية القصف, وفي27 يونيو عام2006 بعد اختطاف الجندي جلعاد شاليط قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بالتحليق فوق قصر الرئيس السوري بشار الأسد وقامت حينئذ قوات الدفاع الجوي السوري بإطلاق النار تجاه تلك الطائرات التي استطاعت العودة إلي إسرائيل دون خسائر, كانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد كشفت في عددها الصادر في السابع والعشرين من يناير الماضي أن هناك مؤشرات تدل علي أن إسرائيل قد تقوم بعملية عسكرية ضد سوريا ولبنان وكشفت الصحيفة أيضا ان نيتانياهو عقد في ذلك الوقت سلسلة اجتماعات ضمت جميع قادة ومسؤلي الأجهزة الأمنية لبحث قضية الأسلحة الكيماوية التي تملكها دمشق. وفي الوقت الذي التزم فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي الصمت فإن الخبراء والمحللين الإسرائيليين علقوا علي تلك الغارات, فالمحلل السياسي عاموس هارئيل يري أنه بعد الهجوم الاخير في سوريا في ازدادت احتمالات الصدام المباشر بين دمشق وحزب الله من جهة واسرائيل من جهة اخري. ورغم رفض مسؤلين كبار في أحاديث مع صحفيين إسرائيليين أن يتناولوا الهجوم, لكن من كلام مصدر إسرائيلي رسمي يتبين أن ما تم الهجوم عليه داخل سوريا كان شحنة صواريخ من طراز فاتح110 الإيرانية وهي صواريخ يبلغ مداها نحو250 كم وميزتها الرئيسية هي درجة دقتها العالية, حيث يبلغ متوسط خطئها التدويري( سي. إي. بي) من200 إلي500 متر عن الهدف. مع بداية الصيف نجد أن المنطقة علي شفا غليان, وفي نهاية الأسبوع الماضي احتدم التوتر و السبب الحالي للتوتر الاعلي في الشمال هو ما نشر في وسائل الاعلام العالمية عن هجوم علي صواريخ أرض أرض بعيدة المدي, كانت متجهة إلي حزب الله, وهي صواريخ إم600 من انتاج سوريا ووصولها إلي حزب الله يمكن أن يشكل تهديدا خطيرا لإسرائيل فالصواريخ تحمل رؤوسا متفجرة بوزن نحو نصف طن, ولها آلية توجيه تسمح لها بان تضرب كل نقطة في وسط إسرائيل بدقة تصل حتي50 مترا أما العميد احتياط تسفيكا فوجل فيقول: لقد ثبت أنه إذا لم تطبق إسرائيل سياسة الردع العسكري للدول المعادية فلن يقوم أحد بذلك بدلا منا.