تعد الفنون تراثا وحضارة مهمة تتناقلها الأجيال, والفن هو مهد العلم والفلسفة والحضارة. باحث بمعهد الدراسات التربوية وتعد السينما من أهم أنواع الفنون ولا يخفي علي أحد الدور الكبير والبارز الذي تلعبه في المجتمع; حيث إنها تؤثر فكريا واجتماعيا وأخلاقيا واقتصاديا علي أفراده. وبالنظر في الواقع المصري فيما يتعلق بالأعمال السينمائية التي تناولت الإعاقة والمعاقين فنجد أنها قليلة جدا, خاصة فيما يتعلق بالإعاقة العقلية والتوحد الطفولي وحالات الشلل الدماغي, وفي هذه الأعمال يتم وضع الأشخاص المعاقين في الغالب للتعاطف معهم وأن ظهور معاناتهم وعجزهم أمام الآخرين هو واجب انساني فقط في حين أن الواقع مناف لذلك تماما, كما أن الشفقة والعطف الشديدين علي هؤلاء الأشخاص يزيد من آلامهم, ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد, بل نجد استخدام السخرية أحيانا أو الانتقاص منهم أحيانا أخري مثلما حدث مع بطل فيلم الكيت كات الكفيف الذي يقود دراجة بخارية ويدخل بها في السوق! ونجده أيضا يقود طائرة في فيلم أمير الظلام ونجد مجموعة المكفوفين في الفيلم نفسه يسبحون في نافورة في الشارع!. وحتي تنجح هذه التجارب فعلينا في المستقبل عند تناول هذه الموضوعات يجب أن تدرس جيدا وأن نراعي الجانب العلمي السيكولوجي الأكاديمي الخاص بكل إعاقة وطبيعتها الخاصة, ويجب ان نلقي الضوء علي واقع هؤلاء الأفراد دون زيف أو مبالغة وتصحيح الإتجاهات السلبية والمفاهيم المغلوطة تجاه هؤلاء الأفراد ويمكننا الاستفادة من فناني الغرب في ذلك دون التقليد فقط, حيث قدموا لنا العديد من النماذج الرائعة من تلك الأعمال مثل فيلم رجل المطر وعطر امرأة ولون الجنة واسمي خان والعملاق وغيرها.