تحقيقا لرغبة شعبي البلدين في تطوير العلاقات التاريخية بين مصر وروسيا, وإحداث نقلة حضارية تصل الماضي بالحاضر, وتتويجا لسبعين عاما من التعاون, التقي الرئيسان محمد مرسي والروسي فلاديمير بوتين, في مباحثات قمة مهمة بمنتجع سوتشي الروسي ظهر أمس. ودعا الرئيس مرسي في مستهل القمة إلي إقامة تحالف حقيقي بين مصر وروسيا. وأشار مرسي إلي عمق العلاقات بين البلدين, مؤكدا أن المصريين يقدرون تاريخ تلك العلاقات, ويذكرون الأثر الإيجابي الكبير لروسيا في مجالات عديدة بمصر. وقال في كلمته في بداية المباحثات: إننا نستطيع إقامة علاقات علي مستوي أعلي جدا مما كانت عليه. وأضاف قائلا: المسألة عندي ليست فقط زيادة حجم التبادل التجاري أو عدد السياح, وإن كان هذا مهما, ولكن المسألة أكبر من ذلك بكثير, ففي المجال السياسي أتحدث عن تحالف حقيقي, وفي المجالات الاقتصادية الأساس فيها هو نقل المعرفة والتكنولوجيا, وإيجاد نهضة صناعية, لتحقيق تنمية كبري في مصر. ومن جانبه, أكد الرئيس بوتين حرص بلاده علي تعزيز علاقاتها مع مصر في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية, وزيادة أعداد السائحين الروس إلي مصر. وأعرب عن سعادته بتحسن علاقات البلدين, مشيرا إلي أن حجم التبادل التجاري بينهما ارتفع ليصل إلي نحو35 مليار دولار. وقال: إن حركة السياحة من روسيا إلي مصر زادت بنسبة35% العام الماضي, معربا عن دهشته من ذلك في ظل الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها العالم. وقد بدأت القمة المصرية الروسية بجلسة مباحثات ثنائية بين الرئيسين, أعقبتها جلسة مباحثات موسعة تناولت العلاقات الاقتصادية والتجارية, وسبل دعم التعاون في مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا والطاقة الجديدة والمتجددة والصناعات الهندسية. كما تناولت القمة سبل تفعيل المبادرة المصرية التي تهدف إلي تحقيق تسوية سياسية لوقف نزيف الدم السوري, بالإضافة إلي تبادل وجهات النظر حول التسوية السلمية في الشرق الأوسط. ومن ناحية أخري, أكد الرئيس مرسي في حديثه إلي وكالة إيتار تاس الروسية أن أبناء مصر جميعا شركاء في الوطن, ومتساوون في الحقوق والواجبات. وقال: أمامنا خطوة مهمة هي انتخابات مجلس النواب, وستحدث خلال شهور قليلة. وأوضح أن المسلمين والمسيحيين يعيشون علي أرض مصر منذ أكثر من1400 عاما مشددا علي أن البعد الاجتماعي والانتماء التاريخي يجمعانهم ولا فروق بينهم. ورفض مرسي أن يطلق علي المسيحيين في مصر كلمة أقلية لأنهم أصحاب وطن وأرض, وهم أهل البلد كالمسلمين تماما. وأكد الرئيس أنه لا يوجد في مصر أي تهديد للسياح, وأن المزارات السياحية في القاهرة والصعيد وسيناء, والدلتا آمنة. وقال: إن التقارير الدولية تشير إلي أن مصر أكثر أمانا من دول كثيرة متقدمة. ودعا الرئيس الشعب الروسي إلي زيارة مصر, مشيرا إلي أن في ذلك مصلحة السائح ومصر أيضا. وفي تصريحات علي هامش الزيارة, نفي وزير الخارجية محمد كامل عمرو, ما تردد عن معارضة روسيا انضمام مصر لتجمع البريكس الاقتصادي. وقال في الوقت نفسه, إن الرئيس محمد مرسي أعلن أن مصر تسعي للانضمام لتجمع البريكس, مضيفا أنه عندما تصل مصر لمرحلة من التقدم الاقتصادي سيكون من الطبيعي جدا أن ندخل في تجمعات مماثلة سواء البريكس أو غيره. وقد عاد الرئيس إلي أرض الوطن في وقت متأخر من مساء أمس.