في الحوار بينه وبين زوار موقع الحزب الوطني, اختزل الدكتور أحمد زكي بدر وزير التعليم الوضع الراهن للتعليم في مصر قائلا: إن هناك انقلابا في المنظومة التعليمية لابد أن نواجهه. وفي إطار هذا التوصيف العام, اعتبر الوزير ان الانضباط أساس نجاح العملية التعليمية, وان التعليم يعتمد علي الحفظ, ولا ينمي قيم التفكير والفهم لدي الطلاب, كما انه لايوجد ارتباط بين سياسات التعليم وسوق العمل. هكذا تحدث الوزير بصراحة وجرأة ورؤية افتقدناها لسنوات.. ويبقي أن ينتقل الأمر من التوصيف إلي سياسات واقعية عملية تعالج هذا التردي وتعيد المنظومة التعليمية إلي سابق عهدها. ولايمكن انكار أن الدكتور أحمد زكي بدر أشاع منذ توليه منصبه قبل عدة أسابيع مناخا شديد الايجابية لاصلاح التعليم, وأظهر حسما وحزما في التعامل مع المشكلات التي تفجرت, وقد كانت السمة الرئيسية التي اتصفت بها قرارات الوزير هي أنه يفعل ما يعتقد أنه صحيح وليس ما يزيد من شعبيته عند أولياء الأمور أو عند المعلمين. لقد مرت علي التعليم في مصر سنوات كان أولياء الأمور فيها يوجهون السياسات التعليمية لصالح نجاح ابنائهم وحصولهم علي أعلي الدرجات, بغض النظر عما إذا كانوا يستحقون ذلك أم لا.. وقد حان الوقت للتعامل مع منظومة التعليم بأسلوب علمي موضوعي يهدف إلي رفع مستويات الطلاب والتشدد من أجل تحقيق ذلك. إن التعليم له خبراؤه ومتخصصوه, وهم الذين ينبغي أن يتخذوا القرار النهائي, مع الأخذ في الاعتبار آراء الأطراف الأخري في العملية التعليمية كأولياء الأمور الذين تبقي آراؤهم استشارية. ومن المهم إدراك اننا لا نتنافس تعليميا مع أنفسنا, بل مع دول العالم الأخري التي سبقنا الكثير منها بأشواط, بعد ان كانت في مراكز متأخرة عنا. وقد حان الوقت لتطبيق نفس الأساليب التي طبقتها بشكل علمي وبإرادة وتصميم دون اعتبار لأي رأي آخر لا يضيف جديدا وايجابيا في العملية التعليمية. ان تأكيدات الوزير, في هذا السياق, تمثل بداية لابد أن نبني عليها ولا نتراجع عنها.