جاء احياء الفلسطينيين الأسبوع الماضي للذكري ال65 لمذبحة دير ياسين التي راح ضحيتها ما يقارب ال250 شهيدامن المدنيين العزل, ليؤكد أن مثل هذه الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي لا تسقط بالتقادم وأن الشعب الفلسطيني مازال ينتظر مقاضاة إسرائيل علي إرهابها المستمر لأبنائه علي مر العقود.. وتعود أحداث المذبحة إلي ماقبل قيام الجماعات الصهيونية المتطرفة بإعلان قيام إسرائيل والنكبة الفلسطينية وتحديدا بعد قرار بريطانيا بسحب قواتها من فلسطين مما أدي إلي حالة من عدم الاستقرار في الأراضي المحتلة, واشتعلت الصراعات المسلحة بين العرب واليهود بحلول ربيع1948 عندما قام جيش التحرير العربي والمؤلف من الفلسطينيين ومتطوعين من مختلف البلدان العربية بتنفيذ هجمات علي الطرق الرابطة بين المستوطنات اليهودية وقد سميت تلك الحرب ب حرب الطرق, حيث أحرز العرب تقدما في قطع الطريق الرئيسي بين مدينة تل الربيع( تل أبيب) حاليا وغرب القدس مما ترك16% من اجمالي المستوطنين اليهود في فلسطين تحت الحصار.. وحاول اليهود الرد علي الهجوم العربي فقاموا بشن هجوم مضاد علي الطرقات الرئيسية نفذته عصابة شتيرن والأرجون بالهجوم علي قرية دير ياسين في التاسع من ابريل عام1948- أي بعد أسبوعين من توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة ووافق عليها أهالي قرية دير ياسين- علي اعتبار أن القرية صغيرة ومن الممكن السيطرة عليها مما سيعمل علي رفع الروح المعنوية اليهودية بعد خيبة أمل اليهود من التقدم العربي علي الطرق الرئيسية اليهودية, وهنا فوجئ المهاجمون بنيران القرويين التي لم تكن في الحسبان وسقط من اليهود4 قتلي و32 جريحا. وبعدها طلب المهاجمون المساعدة من قيادة الهاجاناه في القدس وجاءت التعزيزات, وتمكن المهاجمون من إقتحام القرية وراح ضحية هذه المذبحة أعداد كبيرة من السكان لهذه القرية من الأطفال, وكبار السن والنساء والشباب, ووفقا للمصادر العربية والفلسطينية أن عدد شهداء المجزرة يتراوح ما بين250 إلي360 شهيدا تم قتلهم. وكانت مذبحة دير ياسين عاملا مهما في الهجرة الفلسطينية إلي مناطق أخري من فلسطين والبلدان العربية المجاورة لما سببته المذبحة من حالة رعب عند المدنيين. ولعلها الشعرة التي قصمت ظهر البعير في إشعال الحرب العربية الإسرائيلية في عام.1948 ونتيجة للمذبحة تزايدت الحرب الإعلامية العربية اليهودية بعد مذبحة دير ياسين وتزايدت الهجرة الفلسطينية إلي البلدان العربية المجاورة نتيجة الرعب الذي دب في نفوس الفلسطينيين من أحداث المذبحة.