تعد صناعة الغزل والنسيج من الصناعات الحيوية في مصر وعلي الرغم من ذلك تعاني الصناعات النسيجية حاليا تدهورا شديدا لنقص المواد الخام وغياب الرؤية للتطوير البحثي والتكنولوجي في هذا القطاع الهام والحيوي للصناعة المصرية. ويشير الدكتور نبيل عبدالباسط أستاذ كيمياء و تكنولوجيا النسيج بالمركز القومي للبحوث والحاصل علي جائزة كوام نكروما العلمية لقارة إفريقيا لعام2102 في العلوم الأساسية إلي أنه عالميا تطورت صناعة النسيج بشكل مذهل خلال السنوات العشرين الأخيرة حيث أصبحت تكنولوجيا النانو إحدي التقنيات الهامة في تطوير صناعة النسيج حيث تستخدم في تصغير حجم الجزيئات لأقل من001 نانومتر بهدف إكساب الأقمشة خصائص وظيفية مثل مقاومه البكتيريا والحماية من الأشعة فوق البنفسجية والحد من اتساخ وتعلق الدهون بالأقمشة مما يعتبر عملية تنظيف ذاتي للأقمشة تسهم بشكل عام في ترشيد استهلاك الطاقة والمنظفات. ومن الأمثلة العامة لتقنيات النانو التي بدأ تطبيقها فعليا ادخال جسيمات النانو فضة في صناعة النسيج بهدف مقاومة النسيج للبكتيريا والميكروبات من علي سطح الأقمشة أما جسيمات التيتانوم فيكسب الأقمشة, خصائص متعددة منها مقاومة البكتيريا والوقاية من الأشعة فوق البنفسجية. إلي جانب ذلك فلقد ساهمت التكنولوجيا الحيوية قي تطوير صناعة النسيج من خلال استبدال بعض المركبات الكيميائية بالإنزيمات للحصول علي خواص كيميائية مضافة, ويتم إدخال هذه التقنية لبعض الملابس ذات المواصفات الخاصة ملابس الأطباء والجراحين للحد من تعلق وانتقال البكتيريا والجراثيم و ملابس عمال الإطفاء ومحطات البنزين والتي تزويدها للحد من احتمالات اشتعالها. الطريف في الأمر أن بعض الإنزيمات تستخدم حاليا في صناعة الجينز للحصول علي نعومة الملمس إلي جانب المظهر اللائق للمنتج. من ناحية أخري, ظهرت في السنوات الأخيرة ثورات تكنولوجية حولت الملابس إلي أقمشة ذكية يمكنها القيام بعدة وظائف لتقييم الحالة الصحية لمن يرتديها مثل قياس درجة الحرارة والضغط ومعدل ضربات القلب, ثم إرسال هذه البيانات بشكل دوري إلي الطبيب. هذه الملابس الذكية تستخدم اليوم لتقييم أداء الرياضيين أثناء تمارينهم أو كبار السن والمرضي الذين يحتاجون لمتابعة دورية لحالتهم الصحية, أو حتي الأطفال الرضع خلال ساعات نومهم. ويضيف الدكتور نبيل أن السر وراء هذه التقنية هو تطوير صناعة البوليمرات لتقوم الأنسجة بأكثر من وظيفة. وبشكل عام فإن التطوير في هذا القطاع مفتوح لأي فكرة ملهمة تحسن من نوعية حياة الإنسان.