الدكتور عبد السلام بسيوني أحد المصريين الذين يعيشون في جنوب إفريقيا ولهم نشاط مهم وكبيرهناك حيث أنه رئيس اتحاد الجاليات العربية ورئيس مركز التوحيد الإسلامي هناك. وقد واتتنا الفرصة للالتقاء به والتحدث إليه حول تجربته في جنوب إفريقيا وما يميز هذا البلد الإفريقي وسبب التقدم في مناح كثيرة الذي لاحظناه خلال الزيارة. كيف كانت بدايتك في جنوب إفريقيا ؟ جئت مبعوثا من رابطة العالم الإسلامي منذ عام1990 وفي البداية, استقررت في مدينة جوهانسبرج, وتحديدا في منطقة لينيشيا والتي تقطنها اغلبية مسلمة من ذوي الاصول الهندية, ولاحظت قلة الاهتمام بالجانب الدعوي في هذا البلد خاصة دعوة غير المسلمين فلم يكن هناك اطار منظم للدعوة عبر مراكز تعني بهذا الامر وتهتم لشئونه, فاليت علي نفسي ان اطرق بابا لم يكن مطروقا من المسلمين في هذا البلد وهو الذهاب لقري الافارقة سكان البلد الاصليين ودعوتهم للاسلام, وقد يسر الله لي ان اهتدي بعضهم للاسلام, واحببت في نفس الوقت ان اعلمهم الدين حتيلا يرتدوا بعد اذا لم يجدوا عونا وتعليما كما يحدث في كثير من الحالات.. فهي مشكلة كبيرة, حيث ان الاهتمام بالمسلم الجديد ينبغي ان يكون تقريبا نصف عمل الداعية. والمهم ان المشكلة التي واجهتني في ذلك الوقت هي المكان, فأين اعلم من يدخل في الاسلام!في قري لا يوجد بها مساجد, حيث تنتشر المساجد فقط في اماكن تجمع المسلمين. ولقد هداني الله ان اعلم من اسلم معي تحت ظلشجرة في احدي بلدات جوهانسبرغ.. وكما نقول دائما ان وجد الاخلاص فتح الله عليك فتوحا, فلقد يسر الله لي بعد فترة ان مر احد المسلمين التجار من اهل البلد ورأي عملي فتبرع جزاه الله خيرا بمكان لاعلم المسلمين فيه, ومن هنا تم انشاء مركز التوحيد الاسلامي بجوهانسبرغ لنشر الدعوة وتعليم المسلمين.. وبعد حوالي23 عاما من انشاء هذا المركز بفضل الله سبحانه ثم بجهود المخلصين وتبرعات التجار المسلمين توسع المركز حتي صار اليوماكبر مركز اسلامي في جنوب افريقيا, وله اربعة عشر فرعا في محافظات جنوب افريقيا المختلفة, ويهتم المركز ليس فقط بدعوة غير المسلمين للاسلام وانما تعليمهم الدين مجانا عبر عشرات المدرسينالذين دخل معظمهم في الاسلام من خلال المركز وتعلموا الدين ثم صاروا الان دعاة بالمركز بلغات بلدهم جنوب افريقيا. لم تنته القصة هنا, فكما اخبرتكم ان العمل الدعوي لا يقتصر فقط علي ادخال الناس في الاسلام وانما تعليمهم والعناية بهم وكان هذا هو شغلي الشاغل منذ قدمت هذه البلاد واسست مركز التوحيد الاسلامي, ولقد اعانني الله عز وجل ان انشات منذ سنوات قليلة( الجامعة التقنية) والتي تعني بتعليم المسلمين الجدد اي صنعة يحبونها سواء كانت( نجارة حدادة كهرباء ميكانيكا.. ألخ) وذلك حتي يتخرج المسلم الجديد ومعه صنعة يستطيع منها ان يتكسب فلا يكون عالة علي غيره. وبعد هذه الرحلة الطويلة التي لم اذكرها لكم الا من باب التواصي والتشجيع علي نشر دين الله والعمل ابتغاء وجهه,, وفقني الله في السنوات القليلة الماضية وبعد تزايد تعداد العرب في جنوب افريقيا الي تأسيس اتحاد الجاليات العربية, وتم اختياري كأول رئيس للاتحاد الذي يهدف الي الاهتمام بالجاليات العربية وشئونهم وماذا عن وضع الإسلام حاليا هناكونشاط الجالية الإسلامية والعربية هناك ؟ الاسلام حاليا هو اكثر الاديان انتشارا في هذا البلد الذي تبلغ فيه نسبة المسلمين حوالي3% من السكان, اغلبهم من اصول هندية وماليزية وبعض العرب, والحقيقة ان المسلمين في جنوب افريقيا ابلوا بلاء حسنا في العقود السابقة في الحفاظ علي هويتهم من خلال انشاء دور العلوم والمدارس الاسلامية والمراكز التي تعني بتنظيم شئون المسلمين الا انهم لم يهتموا كثيرا بالجانب الدعوي خاصة دعوة غير المسلمين من سكان البلد الاصليين. ما هوأهم مايميز جنوب إفريقيا حاليا كدولة كبيرة في القارة السمراء ؟ لعل اهمما يميز هذا البلد الكبير هو تعدد الاثنيات والاعراق ففيه اكبر تواجد للاوروبيين في قارة افريقيا بتعداد يزيد علي10 ملايين نسمة, كما ان به اكبر تجمع للسكان ذوي الاصول الهندية خارج قارة اسيا, وايضا به اكبر تجمع للملونين في افريقيا, بالاضافة الي سكان البلد الاصليين من قبائل الزولو والكوزا وغيرها الذين يتمتعون بالطيبة وحسن المعشر,مما يجعله بحق بلد متعدد الاعراق بامتياز, ولعل الكثير يتذكر ذلك الصراع العرقي المرير بين البيض والسود في جنوب افريقيا, والذي استمر لعقود من الزمان وانتهي في عهد المناضل الجنوب افريقي الشهير نيلسون مانديلا, ومنذ ذلك الحين والبلد يتمتع باستقرار سياسي واقتصادي. ويرجع سبب هذا الاستقرار إلي احترام النظام والقوانين وهو الأمر الذي يحكم الأمور في جنوب إفريقيا حاليا. وماذا عن الوضع الاقتصادي في جنوب افريقيا خاصة وأننا لاحظنا وجود بنية أساسية متطورة ومبهرة ؟ اننا حين نذكر الاقتصاد الجنوب افريقي فعلينا إلي ان ننوه ان جنوب افريقيا تملك اكبر واقوي اقتصاد بين كل دول قارة قارة افريقيا. والاقتصاد الجنوب افريقي يعتمد بنسبة كبيرة علي التعدين حيث تحتل جنوب افريقيا المركز الاول عالميا في انتاج الذهب والماس. وتتعرض جنوب إفريقيا حاليا لهجوم مكثف من البضائع الصينية التي غزت الأسواق بشدة حاليا وتنافس البضائع الأوروبية وندعو الشركات المصرية للتفكير في سوق جنوب إفريقيا لأنه يمكن أن يفتح أبوابا ممتازة للاقتصاد المصري.. وماهي أهم المشكلات التي يعاني منها اقتصاد جنوب إفريقيا؟ الجريمة منتشرة في أماكن كثيرة في جنوب افريقيا, ويعزي البعض ذلك للمهاجرين حيث تنتشر الهجرة غير الشرعية لهذه للبلاد. كما تعاني جنوب افريقيا ايضا من تفشي مرض الايدز بصورة كبيرة, خاصة بين السكان من ذوي البشرة السوداء