أكد الدكتور مصطفي النشار استاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة أنه في الوقت الذي يشكو فيه المجتمع المصري من الفوضي الفكرية والبلطجة نتيجة شيوع الأمية وصور عديدة من التفكير الخرافي والاسطوري وانعدام القدرة علي التفكير العلمي والعقلي المنظم بين أبناء مصر نجد أن وزارة التربية والتعليم تصدر قرارا بتهميش دراسة المقرر الوحيد الذي يتعلم أبناؤنا من خلاله التفكير العقلاني, إنه مقرر الفلسفة والمنطق, فبعد أن كان مقررا دراسيا متدرجا علي جميع الطلاب, كما هو متبع في كل دول العالم المتقدمة, استبعد من أن يكون من المرحلة الابتدائية حتي المرحلة الثانوية حسب مستواهم الفكري ومتطلبات المرحلة التربوية, نجد نظامنا التعليمي يقصر تعلم الفلسفة والتفكير الفلسفي والمنطقي علي طلاب الشعبة الأدبية ويا ليته توقف عند ذلك بل إن وزارتنا أصدرت قرارا في إطار ما يسمي النظام الجديد للثانوية العامة بأن يقصر وجود الفلسفة والمنطق في الصف الثالث الثانوي علي كونها مقررا اختياريا يختار الطالب بينه وبين علم النفس والاجتماع اضافة الي مقررين إجبارين هما التاريخ والجغرافيا.وقال إن الجميع يعرف أن الفلسفة هي أصل العلوم جميعا فما بالك بالعلوم الإنسانية والاجتماعية, وقد فات الجميع إدراك أنه إلي وقت قريب كان علم الاجتماع وعلم التفس مجرد شعب داخل قسم الفلسفة في الجامعات المصرية وتهميش دراسة الفلسفة هو تغييب العقل وإبعاد لأبنائنا عن التدريب علي التفكير العقلي الحر المبدع, والحضارة الإسلامية لم تنهض وتحقق السيادة والريادة في عصرها الزاهي إلا بفضل الوعي الرائع بأهمية التفكير المنطقي والفلسفي.واقترح أولا: الاكتفاء بدراسة اللغة العربية واللغة الأجنبية الأولي كمقررين إجباريين علي كل الطلاب, فهذا أجدي بالنسبة لهؤلاء الطلاب, فإجادة لغة أجنبية واحدة إلي جانب لغتهم الأم هو أمر يسعي إليه الجميع, ولا داع لأن نثقل علي الطلاب بضرورة دراسة لغة أجنبية أخري سرعان ما سيهملها. ثانيا: بالنسبة للثانوي العام الأدبي يمكن ادماج التاريخ والجغرافيا في مادة واحدة مبسطة, كما هو الحال في مادة علم النفس والاجتماع, ومن ثم تصبح مادة الفلسفة والمنطق هي المادة الثالثة.