في حوار ممتع أداره مجدي الجلاد مع الدكتور أحمد زويل لكنه طال, بدأ العالم الكبير بقراءة بيان أعده يعلن فيه بوضوح وبطريقة محددة رأيه في الأزمة التي يواجهها الوطن وقد تضمن البيان عدة اقتراحات بالغة الأهمية تستحق أن تكون ورقة عمل للمجلس الاستشاري والتيارات والأحزاب وحركات الشباب الوطنية المخلصة. ويقول أول هذه الإقتراحات: علي الحركات الثورية والشعبية الوطنية أن تعلن بوضوح عدم الوجود في شوارع وميادين مصر. وبذلك يتم حصر المشاغبين والبلطجية, حيث إنه لا يوجد مصري وطني يقبل بالأعمال الإجرامية والاعتداء علي المنشآت والمؤسسات العامة بما فيها كنوز مصر مثلما حدث في المجمع العلمي العريق. هذا هو الاقتراح الذي أرجو أن يسارع شباب الثورة الوطنيين لتنفيذه وأن يعلنوا بصراحة توقفهم لفترة عن أية تظاهرات أو اعتصامات بما يمكن من فرز الشباب الوطني من المجرمين والبلطجية. فأول أسباب أزمتنا اليوم اندساس الخونة والعملاء والمجرمين في صفوف الثوار الوطنيون, ونزول الأبرياء من الشباب المسالم بحسن نية لمعرفة ما يجري فيكونوا هم الذين يصابون ويستشهدون لأنهم غير متمرسين علي أعمال الكر والفر التي يجيدها المجرمون. وأهمية اقتراح الدكتور زويل انه يحدد مبدأين واضحين: أولهما اتفاق المجتمع بما في ذلك شباب الثورة علي رفض أي عمل تخريبي ضد مصر لأن أي اعتداء علي مبني عام أو حتي شارع هو عدوان علي ملكية كل مواطن وخصم من موارده التي ستتحمل تعويض ذلك, والمبدأ الثاني السماح بكشف وتعرية الذين يريدون إحراق مصر كي يصبح التعامل معهم مشروعا ليس من جهات الأمن وحدها بل من كل فئات المجتمع وأولهم شباب الثورة لأن ما يحدث من هؤلاء المجرمين أدي إلي تشويه صورتهم وجعل العالم يري مصر كما قال الدكتور زويل في صورتين متناقضتين: الأولي منهما متحضرة لثورة لم تحدث في التاريخ من قبل, والأخري تعكس الهمجية والبلطجة. والآن أليس منطقيا لوقف العنف أن نعرف أولا من مع مصر فنحميه ومن يريد حرق مصر فنوقفه؟ المزيد من أعمدة صلاح منتصر