يعد مهرجان دبي السينمائي هو آخر المهرجانات العالمية الكبري(7 14 ديسمبر), وبرغم ذلك يستطيع أن يثبت جدارته وملامحه الخاصة, فمثلا من بين171 فيلماشاركت في دورته الثامنة نجح في أن يكون منها46 فيلما في عرضها العالمي الأول, و25 فيلما في العرض الدولي الأول, مما يكسبه مكانه بين المهرجانات.. وفي هذه الدورة جذب الأفلام الجماهيرية والافلام الفنية المبدعة, فكان الافتتاح بالفيلم الهوليوودي مهمة مستحيلة بروتوكول الشبح بطولة توم كروز واخراج براد بيرد, وهو الجزء الرابع من هذه السلسلة, وجاء الاختيار لأن دبي مدينة أو امارة سياحية وأحد مراكز التسويق العالمية, كما أن نصف ساعة من احداث الفيلم تقع في دبي, ويظهر فيه برجها الشهير برج خليفة الذي يمثل أعلي بناء في العالم, لذلك حرص الشيخ محمد بن راشد علي افتتاح المهرجان بنفسه لأول مرة, فهو راعي هذا المهرجان. ما يقرب من نصف أفلام المهرجان(89 فيلما) تنافست علي جوائز تبلغ قيمتها نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون جنيه مصري, ويتم تقييمها من خلال6 لجان تحكيم في6 مسابقات, أقدم هذه المسابقات هي المهر العربي التي بدأت من الدورة الرابعة, ثم المهر الأسيوي الافريقي في الدورة الخامسة, وأخيرا المهر الاماراتي في الدورة السابعة.. ومن رحم المهرجان خرج مهرجان الخليج الذي بدأت تنظيمه منذ ثلاث سنوات, حيث نجح المهرجان في صنع أجواء أو حالة سينمائية مهدت لأنتاج افلام اماراتية, وهذا هو انتصاره الأكبر.. كما تمخض نجاحه عن مولد مهرجانين خليجيين أخرين( أبوظبي والدوحة). أما النصف الثاني من أفلام المهرجان فتعرض في برامج موازية منها: ليالي عربية سينما العالم أصوات خليجية سينما آسيا وافريقيا بالاضافة إلي التكريمات.. وقد حرصت ادارة المهرجان علي أن يكون الوجود المصري متميزا منذ أول دوراته, فالسينما المصرية هي الأقدم والصناعة الوحيدة في العالم العربي والشرق الأوسط, ودائما كان لمصر مكان بين المكرمين كما حدث مع فاتن حمامة وعادل امام وأخيرا جميل راتب, وان يوجد مخرجوها وفنانوها في لجان التحكيم, وقد اختارت هذا العام عمرو واكد, وان يكون لها فيلم أو أكثر في كل المسابقات العربية, وتقوم بدعوة عدد كبير من النجوم المصريين.. ولكن علي مستوي آخر لم تنجح الأفلام المصرية إلا أن تحصد عددا قليلا من الجوائز بسبب أن كثيرا ما كانت الافلام المشاركة ليست علي مستوي التنافس, حتي وصل الأمر إلي أن الافلام المصرية هذا العام خرجت بلا جوائز حقيقية, واكتفينا بشهادة تقدير للفيلم القصير زفير للمخرج الشاب عمر الزهيري.. وقد شاركت مصر ب8 أفلام:4 أفلام روائي قصير, و3 أفلام وثائقية أو تسجيلية من بينها فيلمان عن ثورة25 يناير, وفيلم روائي طويل واحد صحيح اخراج هادي الباجوري, وهو عمل برغم تميز معالجته وطرحه لفكرة مختلفة إلا أن احداثه كانت تميل نحو الاطار الجماهيري أو التجاري. فاذا انتقلنا الي الجوائز, فإن الجائزة الكبري للمهر العربي كانت لفيلم حبيبي رأسك خربان اخراج سوزان يوسف, وهو انتاج مشترك بين فلسطين وامريكا وهولندا والامارات, والمخرجة لبنانية امريكية, وتدور احداثه في غزة, حول قصة حب مستوحاة من قيس وليلي, بين شاب فقير يعيش في المخيمات وفتاة ثرية تعيش في المدينة, حيث يحول الفارق الاجتماعي بين زواجهما, ويتغني الشاب بها شعرا ويكتب اشعاره علي الجدران, ويحاولان الهرب بجوازات مزورة, ويكتشف الجنود الاسرائيليون التزوير, وتبدأ محاولة تجنيدهما كثمن للسماح بالهروب.. وقد فاز هذا الفيلم ايضا بجائزة أحسن ممثلة لميساء عبدالهادي وأفضل مونتاج لسوزان يوسف.. أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فكانت للفيلم الأردني الجمعة الأخيرة اخراج يحيي العبد لله, وجائزة أحسن ممثل لعلي سليمان.. وذهبت جائزة السيناريو للفيلم المغربي شيء عادي وشيء جاي للسيناريست والمخرج حكيم بلعباس, وجائزة التصوير لرافائيل بوش عن نفس الفيلم. أما جوائز الافلام التسجيلية فكانت اللبناني القطاع صفر اخراج نديم مشلاوي, ويدور حول رؤية جديدة لما حدث في لبنان في سنوات ماضية, وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة الفيلم العراقي الكردي حلبجة الأطفال المفقودون اخراج أكرم حيدو, ويدور حول رجل عراقي يعود من ايران بعد20 سنة من ضرب مدينة حلبجة بالقنابل الكيمائية للبحث عن بقايا عائلته, أما الجائزة الثانية للمخرجة الجزائرية ياسمينا عدي عن فيلم هنا نفرق الجزائريين 17 أكتوبر وهو انتاج فرنسي,. من ناحية أخري عرضت مجموعة من الافلام الشديدة الأهمية سواء من آسيا وافريقيا, أو في برنامج سينما العالم, إن مهرجان دبي أحد المهرجانات التي نجحت في ان تفرض نفسها عالميا وعربيا وافريقيا وأسيويا, وأصبح له تأثيرها القوي والمباشر في انتاج الافلام العربية من خلال تمويل المشاريع السينمائية في سوق دبي السينمائي انجاز, وهو السوق الذي يعقد فيه الاتفاقيات بين العديد من شركات الانتاج العالمية والعربية واصحاب المشروعات السينمائية الجديدة.