فى المسابقة الأولى للأفلام الإماراتية فى مهرجان دبى السينمائى الدولى السابع الذى أعلنت جوائزه فى حفل الختام يوم الأحد فاز بالجائزة الأولى «ملل» إخراج نايلة الخاجة، وبالجائزة الثانية «سبيل» إخراج خالد المحمود، وبجائزة لجنة التحكيم «حمامة» إخراج نجوم الغانم، كما فاز «ريح» إخراج وليد المشحى بشهادة التقدير الوحيدة التى منحتها اللجنة، وهكذا فازت أربعة أفلام من بين 14 فيلماً عرضت فى المسابقة. ورغم أننى سبق أن اشتركت فى لجان تحكيم دولية فى مهرجانات عربية مثل دمشق وقرطاج، وفى مهرجانات أوروبية مثل فينسيا وسالونيك، بل وترأست لجنة تحكيم تورينو ولجنة تحكيم روتردام للفيلم العربى، فإننى سعدت أكثر برئاسة لجنة تحكيم المهرجان القومى فى مصر، وفى المغرب، ثم فى الإمارات فى إطار مهرجان دبى: هنا يساهم الناقد فى تطوير السينما التى ينتمى إليها، وهى السينما العربية، أو يطمح إلى ذلك، وهى المهمة الرئيسية لأى ناقد فى أى سينما من سينمات العالم. ومن المؤكد أن السؤال الأول الذى يخطر على بال المتابع لمسابقة المهر الإماراتية عن المعايير التى يجب اتباعها عند التحكيم فى أفلام تخطو خطواتها الأولى فى الإنتاج السينمائى. وعندى أنها نفس المعايير التى يتم بها تقييم أى فيلم سواء فى أعرق البلدان المنتجة للأفلام أو أحدثها مثل الإمارات، فاللغة السينمائية مثل أى لغة من لغات التعبير يمكن لأى فرد أن يتعلمها ويكتب بها، ولكن كما أن كل من يعرف العربية ليس طه حسين أو نجيب محفوظ، كذلك ليس كل من يكتب بلغة السينما، فالإبداع يتوقف على موهبة الفرد، ومدى تمكنه من انتزاع حريته فى التعبير، وكل سينمائى فى أى بلد، وفى أى زمن، يرث كل أفلام العالم التى صنعت عندما يصنع فيلمه. ومن متابعتى للأفلام الإماراتية منذ مطلع العقد المنصرم، أستطيع القول بأنها تتطور بوضوح، ويبدو ذلك فى الأفلام الروائية القصيرة التى فازت، وفى الفيلم التسجيلى الطويل «حمامة» الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم، بل وقد علمت أن فيلم «سبيل» اختير للعرض فى برنامج «أجيال» فى مهرجان برلين فى فبراير المقبل، ويكون بذلك أول فيلم إماراتى، بل أول فيلم من الخليج يعرض فى أحد المهرجانات الكبرى الثلاثة فى العالم (برلين وكان وفينسيا). ومن جوائز «دبى» إلى جانب الجوائز الرسمية جائزة مؤسسة أفلام حقوق الإنسان، وفاز بها الفيلم المكسيكى «المشتبه به» إخراج روبيرتو هيرنانديز وجيوفرى سميث، وجائزة مهرجان دبى للصحفيين الشباب المتخصصين فى السينما وفاز بها سارة الغيثمى، وهى طالبة سعودية فى إحدى كليات دبى. [email protected]