قامت ثورة25 يناير فأسقطت رأس النظام وأسقطت السلطة التشريعية واستدعت حكومة من المفترض أنها حكومة الثورة لإعمال مبادئها وتنفيذ مطالبها, وبعدها توقفت مصر عن العمل, الاحتياطي الاستراتيجي للدولة تراجع من36 مليار دولار في نهاية ديسمبر2010 إلي22.1 مليار دولار في أكتوبر2011. وصاحبه تدهور في المخزون الاستراتيجي من الدم بالمستشفيات العامة حيث تحتاج مصر إلي توفير مليونين وسبعمائة ألف كيس دم والمتوافر حاليا مليون ومائتي ألف كيس دم أي أقل من50% من الاحتياجات وهذه مفارقة غريبة. وما بين الاحتياطي الاستراتيجي من النقد والمخزون الاستراتيجي من الدم إنفلات أمني وأخلاقي وتدهور إعلامي وثورة النخبة( كما سماها الشاعر فاروق جويدة) من معلمين أطباء قضاة محامين اساتذة جامعات. واحتجاجات ومطالبات فئوية وقطع طرق وتمرد أمني غير مسبوق( يحاكم القائمون به طبقا للاعراف الدولية) وفتنة طائفية أطلت بوجهها القبيح فكادت تعصب بالوطن. وفي القلب, زيادة في نسبة البطالة وأعداد المتسولين في الشوارع وحوادث البلطجة وإرتفاع في أسعار السلع والمواد الغذائية, وصراع وتناحر وتقاتل بين الأحزاب والتيارات والجماعات والمجموعات والائتلافات, وانتخابات تشريعية قادمة في ظرف استثنائي ومناخ غير مناسب ولا يعرف أحدما سيترتب عليها. وعلي الاطراف سكان المناطق العشوائية والفقراء الصامتون حتي الآن والذين كانوا ينتظرون بأمل الرخاء القادم فلم يجدوا إلا التدهور من سيئ إلي أسوأ.. احذروا ثورة الجياع. لواء أ.ح. متقاعد محمد يوسف شعيشع الإسكندرية المنتزه