رحل آخر أنبياء القلم.. حمل أحمد بهجت أوراقه وأقلامه وزهده ونسكه وتقواه وصعد إلي السماء..حمل الزاهد المتعبد في بحور الإيمان حاله وترحاله.. وألقي آخر نظرة علي الدنيا.. وصعد إلي السماء. صلي آخر صلواته.. ركع طويلا للإله الواحد الأحد.. ونادي علي سيدنا جبريل عليه السلام لكي يكون رفيقه في رحلته إلي دار الخلق. ترك مقعده تحت شجرة الحق وروي بآخر قطرات من ماء شجرة الزهد والنسك والتعبد.. وأغلق أبواب خيمة الحكمة التي كان يسكنها وتسكنه.. وراح يتوكأ علي عصا الخير.. وصلي آخر صلواته في الدنيا.. وقال للرفاق: حان وقت الصعود إلي دار الحق.. سلام علي من اتبع الهدي. ............. عندما سألته مرة: ما الذي بقي لك علي الدنيا؟ قال: صلواتي وزهدي وإيماني وكتبي.. سألته: وماذا كتبت؟ وماذا تركت من سطور علي الدنيا؟ قال: لقد كتبت حتي تقصفت سنون أقلامي ونفدت أوراقي ولم تنفد كلمات الله.. قلت: زدني يا مولانا؟ قال: كتبت رسالة إلي السماء.. سطور بدمي ودموعي وندمي وهواني.. أتضرع فيها لبديع السماوات أن يغفر لي خطاياي علي الدنيا.. قلت له: حتي أنت يا نبي القلم لك خطايا؟ قال: من عباءة الخطأ يولد نور الحق.. وبنور الحق نهتدي ونسمو ونعلو.. الإنسان يا عزيزي أكبر خطاء مادام حيا.. ولكنني حاولت لكي تسقط أوراق خطاياي علي الدنيا بوصفي إنسانا قبل كل شيء.. أن أدعو الله في كل كلمة كتبتها.. وكل سطر سطرته أن يغفر لي ولك ولكل بني الإنسان. سألته: وهل غفر لك؟ قال: عندما أصعد إلي أعتابه سوف أعرف الجواب.. سألته: وماذا ستحمل معك إلي السماء في رحلة صعودك؟ قال: الحق علي لساني.. والنسك في قلبي.. والقرآن في دمي.. ...................... صعد أحمد بهجت الناسك بقلمه.. الكاتب بدمه.. العاشق لأنبياء الله ورسله.. عندما سألته: ما هذا الشوق العظيم للصعود إلي السماء؟ قال: لكي ألتقي بمن أحببت.. سألته: أهلك.. أحباؤك.. رفاقك علي الدنيا؟ قال ساخرا: ما عرفتك يوما علي هذه الدرجة من السذاجة؟ سكت لم أنطق بحرف.. قال: رفاقي في السماء.. أنبياء الله لا نفرق بين أحد منهم.. والشوق لرؤية وجه الله تعالي. سألته: طيب وكتبك في الإيمان والدين ورسل الله وأنبيائه؟ قال: سأحملها معي.. لكي أقدمها لسيدنا جبريل عليه السلام.. رسالة غفران مني ولكل بني الإنسان علي الأرض.. .................. سلام عليك يا سيدنا جبريل.. ورفقا وحنانا بكتب وسطور إيمان وتضرع ودعاء عبدالله أحمد بهجت.. أوراق اعتماده إلي الجنة.. ويا سعدك يا رفيق العمر بصحبة أنبياء الله.. وبالجلوس علي مقعد صدق عند مليك مقتدر..