استمر إقبال الناخبين في الدائرة الثانية ببولاق والعمرانية والطالبية وسط كم هائل من الدعاية الانتخابية المباشرة والغير مباشرة والتي يتصدرها الإسلاميون وحزب الوفد. وأمام مدرسة حمزة بن عبد المطلب الثانوية, اعترض الشيخ إبراهيم المطعني إمام مسجد بمنطقة العشريني علي استخدام التيارات الإسلامية للشعارات الدينية للتأثير علي الناخبين, وربط الدين بالسياسة, مؤكدا أنه خريج شريعة إسلامية لكنه يرفض هذا الربط ويؤكد أن الدين لله والوطن للجميع. وقال إن أنصار هذه التيارات يتهمونه بأنه لا يجوز الصلاة خلفه لأنه يدعو الناس إلي انتخاب واحد باطل بدلا من واحد عالم, وذلك لأنه كما يقول يدعو إلي انتخاب الأصلح بغض النظر عن الانتماءات الدينية, مستطردا أننا جميعا مسلمون وشعب واحد ومضيفا أننا لا نريد حزبا وطنيا جديد, يفرض آراءه علينا. وهنا تدخل فجأة وبحدة أحد أنصار التيارات الإسلامية, متلصصا علي الحوار, وناهرا محررة الأهرام التي تقوم بإجراء هذا الحديث في حضور الناخبين مع الشيخ وتدخل في مشادة طالبا منا الخروج من المنطقة ومنعنا من إتمام مهمتنا الصحفية, وذلك حتي تدخل أفراد الأمن من الجيش والشرطة لحل المشكلة مؤكدين أنهم لا يريدون مشكلة أمام اللجنة, ولكننا من حقنا استكمال عملنا. .. محاولات للضغط وعدم تقبل الرأي الآخر تبدو متواصلة في الدائرة الثانية في اليوم التالي للإنتخابات بالجيزة رغم تأكيد الكثير من الناخبين علي ميولهم لاختيار التيارات الإسلامية, لكن أليس الإختلاف حقا ومبدأ الديمقراطية؟ سؤال يردده البسطاء أحيانا مثل شوقية رمضان من نفس المنطقة, مؤكدة أنها رأت الكثير من جاراتها يعطون أصواتهن لحزب النور لأنهم يقولون لهم إن الشيخ محمد حسان هو المرشح ورمزه الفانوس وتقول شوقية نحن نحترم الشيخ محمد حسان لكن أنا عارفة أنه مش عضو في الحزب وأنا عايزة من ينهض بالبلد, هو ليه احنا عملنا ثورة؟ سؤال يكرره محمد سليمان مضيفا لماذا لا توجد قائمة للثورة مستمرة في هذه الدائرة, مؤكدا أنه كان يريد انتخاب شباب الثورة. ومن منطقة إلي أخري ومن مدرسة إلي مقر انتخابي آخر تبدو الملصقات والدعاية الحزبية والفردية تحيط بالناخبين في كل مكان, علي السيارات المارة وعلي المحال التجارية والجراجات في الشوارع وكذلك المدارس التي بها المقار الانتخابية. برغم أن الكثير من الدعاية تبدو مستترة حيث يقوم بها بعض الشباب ممن يجلسون خلف جهاز اللابتوب لمساعدة الناخبين علي التعرف علي لجانهم لكن لا مانع أيضا من منحهم الرموز التي يعلمون عليها وهو ما يحدث أمام بعض المدارس مثل نجيب محفوظ في العشريني وأم الأبطال الثانوية في الطالبية, لكن هناك أيضا دعاية صريحة يقوم بها أنصار حزب الوفد, ويقدمون أرقام اللجان للناخبين علي نتيجة العام القادم عليها شعار الحزب النخلة.