تكن حادثة السطو المسلح علي قطار القمح بالبدرشين أمس الأول الأولي في أغرب حوادث السطو التي شهدتها الشهور الأخيرة, وإنما زادت هذه الحوادث الغريبة علي المجتمع في الفترة الأخيرة في مختلف المحافظات. لم ففي كفر الشيخ فوجيء صاحب أرض زراعية بمحصول الأرز, وقد اختفي تماما, وأن اللصوص أحضروا جرارات وعربات نقل لحصاد المحصول ونقله في أثناء الليل, كما سرق اللصوص في الشرقية وغيرها من المحافظات مواشي المزارعين, وقتلوا من وقف في طريقهم, ولم تكن سرقة برج المحمول في قنا الوحيدة في نوعها, فقد سرق اللصوص أبراج محطات تقوية الكهرباء بنفس الطريقة, صهر قاعدة البرج واسقاطه ثم تقطيعه ونقله علي عربات نقل لبيعه خردة. نفس الشيء تكرر في قضبان السكة الحديد وترام حلوان الذي تسبب توقفه وإهماله في سرقة قضبانه. وإذا تابعنا الصحف الصادرة منذ أسابيع قليلة سنجد أن صفحات الحوادث لا تخلو من حادث سطو مسلح, مثلا تعرضت سيارة نقل أموال تابعة لإحدي شركات الصرافة الكبري لهجوم شنه5 أشخاص استولوا علي مليون دولار بعد أن هددوا السائق والركاب بأسلحة نارية, كما تعرضت سيارة لنقل السجائر للسرقة وبمجرد استغاثة سائقها تمكن الأهالي في بنها من القبض علي أحد اللصوص, أيضا تعرضت خزينة نادي القضاة بالقاهرة لحادث سطو حين قام مجهولون بكسر مكتب المحاسب المسئول عن الخزينة وسرقوا منه المفاتيح ثم سرقوا الخزينة ولاذوا بالهرب, ومعهم الغنيمة التي بلغت50 ألف جنيه. واختلط السطو المسلح بدماء ضحايا دافعوا عن ممتلكاتهم, فمنذ أيام شهدت قرية الهداية بمركز بدر بالبحيرة مشاجرة بالأسلحة النارية بين مجموعة من الأشخاص حاولوا الاستيلاء علي قطعة أرض يملكها مزارع وأقاربه فأصيب صاحب الأرض بطلق ناري بالصدر وكسر بأعلي عظمة الفخذ, وتم نقله بين الحياة والموت إلي المستشفي. في نفس الوقت, اعتدي بلطجي علي رقيب شرطة وسرق سلاحه في بورسعيد تحت تهديد مطواه, وبعد أن سرق البلطجي المسدس أطلق منه أعيرة نارية في الهواء ليتمكن من الفرار. ولم تنج المحال التجارية من السطو المسلح, فقد تعددت البلاغات في الأسبوع الأخير من نوفمبر الماضي في الاسماعيلية من سرقات الأكشاك والمحال التجارية بعد اغلاقها ليلا. السطو المسلح طال أيضا الصيدليات عندما هدد لصوص صيدليا بالأسلحة النارية وسرقوا الأموال الموجودة في الخزينة وعبأوا كميات من الأدوية في جوالين ولاذوا بالفرار, ولكن حظهم العاثر كشفهم لأن الصيدلية مزودة بكاميرات للمراقبة سجلت الحادث لحظة بلحظة, فكان من السهل تحديد شخصياتهم. نفس الشيء تكرر مع فرع شركة للالكترونيات بميدان الحجاز بمصر الجديدة, عندما حاول اللصوص السطو المسلح علي محتويات الفرع, ولكن رجال الشرطة كانوا قريبين فتوجهوا للقبض عليهم فأطلقوا الرصاص علي القوة فسقط جندي شهيدا وألقي القبض علي اللصوص. الغريب أن القاسم المشترك في حوادث السطو المسلح أن الجناة دائما مجهولون, وإن كان بعض المبلغين يحاولون في حوادث معينة إلصاق التهمة بمجهولين بينما تكشف تحريات المباحث وتحقيقات النيابة أنهم هم الذين دبروا حادث السرقة وأرادوا أن يفلتوا بجريمتهم باتهام مجهولين بالسطو المسلح, كما حدث في حالة بعض سرقات شركات صرافة وسيارات نقل بضائع, لكن في الغالب يظل البلطجية هم الجناة في ظل الانفلات الأمني.