بدا واضحا ضعف الاقبال علي التصويت في انتخابات الإعادة بالجولة الأولي من انتخابات مجلس الشعب أمس بالمحافظات التسع, وان تفاوتت نسبة الاقبال من محافظة الي أخري لعدة أسباب أهمها. أن الانتخابات الرئيسية لهذه الجولة الأسبوع الماضي جاءت عقب سخونة سياسية شهدها الشارع والتي تفاقمت منذ الإعلان عن الوثيقة الدستورية والتي أطلق عليها الشارع وثيقة السلمي واستمرت حتي إعلان المشير محمد حسين طنطاوي الذي تضمن التأكيد علي موعد الانتخابات البرلمانية وحل الحكومة وتشكيل حكومة جديدة, إضافة الي تحديد موعد الانتخابات الرئاسية. كما أن حسم انتخابات القوائم في هذه الجولة إضافة الي سقوط العدد الأكبر من مرشحي الفردي خلالها من الطبيعي أن يقابله ضعفا في التصويت وذلك لأن أنصار نسبة كبيرة من مرشحي القائمة والنسبة الأكبر من مرشحي الفردي الخاسرين سوف يحجمون بالتالي عن المشاركة وهو ما يبدو واضحا في أي انتخابات برلمانية سابقة أو حتي نقابية ومؤسساتية. وتأتي عملية سقوط الغرامة في انتخابات الإعادة هي الأخري كأحد أهم عوامل ضعف الإقبال علي التصويت. السيد فؤاد بدراوي نائب رئيس حزب الوفد يرجع الظاهرة الي أن الناخب المصري مازال يرتبط بأسماءالمرشحين وليس بأسماء القوائم أو بالأحزاب والتيارات السياسية, ومع تراجع عدد المرشحين في انتخابات الاعادة عن سابقتها تقل بنسبة كبيرة عملية الاقبال علي التصويت. ويضيف أن انتخابات الإعادة مقصورة علي الفردي فقط دون قوائم الأحزاب, كما أن عدد مرشحي القوائم في المرة الأولي قد بلغ في بعضها130 مرشحا وهو ما تفتقده الإعادة. المستشار بسام عبدالكريم رئيس محكمة استئناف طنطا يقول: جرت العادة أن يتم شحن وتجميع مؤيدي الأحزاب في مرحلة الانتخابات الأولي التي تتضمن القائمة والفردي, كما جرت العادة أيضا أن يحدث تراجع في اقبال الناخبين في جولة الاعادة والتي تقتصر عادة علي اثنين من المرشحين في كل الفئات والعمال. ويضيف: نتيجة إجراء الانتخابات علي يومين متتاليين في المرحلة الأولي ونتيجة الاجهاد الزائد بين أعضاء الأحزاب ومؤيديهم يقتصر الوجود الانتخابي في الإعادة علي المرشحين, كما يوجد العديد من المستقلين الذين يدخلون الإعادة وليس لهم أنصار. ويكشف المستشار بسام عبدالكريم عن نقطة مهمة وهي وجود بعض القري والأحياء التي خسر مرشحوها في المرة الأولي مما يحدث معه نوع من التعاطف السلبي فينعكس ذلك أيضا علي نسبة الاقبال, إضافة الي سلبية الليبراليين في التصويت بالدوائر التي تتم الإعادة فيها بين قوي التيار الاسلامي وهي دوائر كثيرة.