سألت نفسي هذا السؤال وانا في زيارة أخيرة لبيروت, فعبر العديد من وسائل الاعلام المرئية أو الصحف- المطبوعة أو الرقمية راعني غياب هذا المثقف العربي عبر هذه الوسائل; وعبر الحوار الكثير من الإعلاميين والمثقفين توفيق شومان ود. وليد عربيد وفيصل عبد الساتر..وغيرهم.. سألت نفسي بعد ان عدت إلي القاهرة والتشكيل الوزاري الجديد يوشك أن يبدأ الإعلان عنه, في وقت غاب فيه الاهتمام بالثقافة والأدب والفكر وقبل هذا وبعده حين غاب المثقف, فمن يراقب الساحة السياسية اليوم يلحظ ان الاهتمام الكبير يتجه الي التشكيل الوزاري في حين ان الاهتمام بالمثقف لايتعدي الاشارة اليه في برامج التوك شو وحتي اننا نفاجأ من آن لآخر باسماء ووجوه وانماط واتحادات ونقابات تحسب علي فئة المثقفين- لا السادة المتحولين وما اكثرهم.. ويمكن ان يبرر الاهتمام بهذه الوزارة او تلك اكثر من غيرها الدور الحيوي الذي نحتاج اليه في عصر الفوضي غير ان هذا الفهم يمكن ان يكون مبررا في وجود ازمات ثقافية اوصلنا اليها النظام السابق.. فالنظرة العامة الي ابنائنا في ارض المحروسة يمكن ان تضع بين ايدينا العديد من المشكلات القائمة القاتمة, والتي لا نستطيع السكون اليها.. والأسئلة المعلقة لا تجد إجابة واحدة. منهاعلي سبيل المثال: من ينكر أن لدينا أزمة بل ازمات في التعليم بجميع مراحله ؟ من ينكر أن لدينا هذه الامية الهجائية البشعة ؟ ثم من يذكر ان لدينا طبقات من الامية الثقافية والسياسية بل والافتراضية ؟ قبل هذا وبعده- اين هو المثقف الفاعل وحين نبتعد الي الفضاء العربي نجدنا امام اسئلة اخري منها: ثم من يقول لنا علي سبيل المثال ان من يحاولون احتلال بلادنا العربية ليست لهم اية علاقة بيهود التاريخ ولا حتي بيهود الحاضر في وقت تمتلئ صحفنا وكتاباتنا وفضاءاتنا الرقمية بما يضفيه العدو الصهيوني علي نفسه.. ؟! من يتنبه حقا لإبعاد الحملة الاستيطانية العاتية التي تدبر لنا في القدس. بقي ان نشير هنا الي ماأشاراليه كاتب مهم مثل سمير فريد حين راح يدعو الي مؤتمر المثقفين المصريين دون ان يحرك احد ساكنا..ودون ان يقول لنا احد اين هو هذا المثقف الفاعل الآن داخل الحظيرة- حظيرة العهد البائد- وخارجها ؟ المزيد من أعمدة د.مصطفى عبدالغنى