الخبراء يحذرون من الاسترخاء في المرحلتين المقبلتين مطالبين بضرورة اليقظة والحذر ومعالجة كل أوجه السلبيات قبل بدء المرحلة الثانية مع الاستمرار في حالة الاستنفار الأمني المشدد لكي يكتمل نجاح العملية الانتخابية. في البداية يقول المستشار الدكتور عادل قورة رئيس محكمة النقض الأسبق ان حصاد المرحلة الأولي مبشر ولابد من الاستعداد للمرحلتين الثانية والثالثة ومراعاة طفرة أعداد المقبولين علي الإدلاء بالتصويت تدل علي تقدم ملحوظ في المسار ولابد من تكملة المشوار. أهم سلبية اختفت كانت تبطل الانتخابات مثل التدخل السياسي بمعني الإرادة السياسية هي التي تحكم وأيضا الإشراف القضائي الكامل علي الانتخابات وان كان هناك مشكلة بالنسبة لقلة أعداد المستشارين المشرفين علي العملية الانتخابية فهي مسألة صعبة ومرهقة لهم كما أنهم لم يكونوا يتوقعون كل هذا العدد. نتمني في المراحل المقبلة ان نتفادي أي أخطاء في المراحل التالية ونتمني لمصر كل التوفيق لأن عبور هذه المرحلة الانتقالية يعتبر جسرا لأمان مصر. توضح المستشارة سامية المتيم نائب رئيس النيابة الإدارية ان هناك ايجابيات كثيرة وهي اقبال الشعب المصري بأكمله علي الإدلاء بالتصويت حيث تجاوز الأقبال70% وهذا يدل علي وعي الشعب والتأكيد علي عدم وجود أي تزوير وتصميم علي الانتخاب كما ان التواجد الأمني كان كثيفا ومنظما برغم التخوف بعد أحداث التحرير الأخيرة فلا شك أن أي انتخابات لا تخلو من السلبيات ولكنها محدودة هذه المرة حتي عندما تأخرت أوراق التصويت لم يعزف الناخبون عن الإدلاء بأصواتهم حتي قررت اللجنة العليا للانتخابات مد ساعات التصويت إلي الساعة التاسعة مساء حتي يتداركوا خطأ التأخير ومن الإيجابيات هو ان الانتخابات تجري علي مدي يومين وذلك لأول مرة في تاريخ الانتخابات وان كان التخوف من مبيت صناديق الاقتراع داخل مقار اللجان الانتخابية لكن بتأمين من جهاز الشرطة والقوات المسلحة. والشيء الملحوظ في الانتخابات هو الإقبال الشديد من جانب المرأة واصرارها علي المشاركة وتشجيع المرشحات حتي وان لم يفزن بمقعد البرلمان. وأيضا الملاحظ هو غياب أعمال البلطجة والعنف التي كنا نراها بشدة وبقوة دون خوف من أي أحد. سقف الإنفاق علي الدعاية الانتخابية تحدد من قبل اللجنة العليا للانتخابات بحد أقصي500ألف جنيه في المرحلة الأولي و250ألف في الاعادة فهذه نقطة ايجابية وأتمني ان يكون جميع المرشحين التزموا بهذا الحد من المصاريف وهذه تظهر بعد الانتهاء من الانتخابات. وأتمني توعية المواطنين بالناحية الانتخابية في المرحلتين الثانية والثالثة لأن هناك الكثيرين يجهلون قواعد التصويت الانتخابي وخطواته, لذلك يجب علي الإعلام الإكثار من برامج التوعية. لاحظنا بالأمس أثناء مرحلة الفرز للأصوات باللجان العامة ان هناك حالة تذمر واحتجاج وتوقف عن أعمال الفرز من مندوبي المرشحين مما أدي إلي تأخر الفرز في بعض اللجان سبب هذا التذمر هو خفض البدل أو المكافأة لهم علي غير المتفق عليه إلا ان تدخل سيادة المشير طنطاوي حلها. يقول الدكتور ابراهيم أدهم الخبير السياسي والاقتصادي ان الانتخابات أولا كانت محسومة مقدما لأن اقتراع الصناديق ليس بالضرورة ان يكون معبرا عن رغبة الناخب الحقيقية في الدول النامية وإنما يعبر عن التيارات الأكثر تنظيما والأكثر قدرة علي التلاعب بعواطف الشعب وأيضا ان الوجه القبلي يختلف كل الاختلاف عن الوجه البحري بمعني ان تركيبته الثقافية والقبلية هي التي تحدد اختياراته وأخيرا تقاعس حزب الوفد عن قيامه بدوره التاريخي في احتوائه المواطن المصري من الطبقة المتوسطة وفشل قدرة الأحزاب الأخري المتعددة نظرا لعدم وجود جذور وتاريخ وطن انتخابي مشابه لحزب الوفد, الأمر الذي دعا الكثير من المواطنين الي انتخاب الأحزاب ذات التيارات الإسلامية السياسية. وتقول آن ريج وهي أمريكية الجنسية عضو لجنة حقوق الإنسان الدولية المكلفة بمتابعة أحوال الانتخابات المصرية ان هناك تقارير تكتب وورقة استبيان حول ما يجري في الانتخابات والمذهل هو وضع علامة( صح) علي جميع النقاط المحددة المشار إليها داخل التقرير والتي عادة في جميع الدول سواء العربية أو الأوروبية يحدث بها سلبيات ونضع علامة خطأ(X) لكن نحن تأكدنا ان مصر تحدد مصيرها وتنتخب بحرية دون قيد في ظل ثورة25 يناير ومازالت تحت تشكيل حكومة وغياب رئيس يحكم الدولة, العالم تأكد ان الشعب المصري يصر علي التغيير رافض جميع أنواع القهر والقمع وفرض المرشحين مثل ما كان يحدث من قبل آملين في المراحل المقبلة أن تكون مثل المرحلة الأولي بل وأفضل.